مدار الساعة - تصوير: محمد ابو كف - انطلقت، اليوم الثلاثاء، الفعاليات التمهيدية للمؤتمر الـ13 للأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" ومعهد الإعلام الأردني.
وأكد الأمين العام لوزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، أن نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية في ظل زيادة المنصات الرقمية يستدعي تطوير مهارات مرشدي المحتوى الإعلامي، والاستفادة منهم في توعية الأجيال الجديدة، إضافة إلى تعزيز المحتوى الأخلاقي والمهني لديهم من خلال التدريب الإعلامي والالتزام بالمعايير المهنية.
وأضاف أن التربية الإعلامية والمعلوماتية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، للبحث عن المعلومات الصحيحة، ومنع انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.
وأشار إلى أن مفهوم التربية الإعلامية انطلق في الأردن منذ 2016، لتأتي نقلة نوعية على المستوى الحكومي في 2020، حينما أقر مجلس الوزراء الخطة التنفيذية للمبادرة الوطنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية للأعوام (2020-2023)، والتي تضمنت نشر ودمج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في المدارس والجامعات والمؤسسات الشبابية والثقافية والمجتمع المدني.
وأوضح أن هذه الخطة اشتملت على تدريب مئات المدرسين وأعضاء من الشباب، إضافة إلى عقد الندوات التثقيفية في جميع مناطق المملكة، في إطار الخبرة ذاتها التي تضمن مفاهيم التربية الإعلامية في جميع المراحل الدراسية، بدءا من الروضة حتى الثانوية العامة، مشيرا إلى امتدادها إلى الجامعات في مراحل متلاحقة، بالتعاون مع المركز الوطني للمناهج في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
وبين النوايسة، أنه تأكيدا على التزام الحكومة بتنفيذ هذا البرنامج، تم تشكيل فريق وطني لمتابعة مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية برئاسة وزير الاتصال الحكومي والأمناء العامين لعدد من الوزارات، إضافة إلى معهد الإعلام الأردني والمركز الوطني للمناهج.
وأشار إلى أن نظام التنظيم الإداري لوزارة الاتصال الحكومي يعتبر مهمة نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية أحد أهم برامجها.
وانطلاقًا من الإطار التأسيسي للإطار التنفيذي لوزارة الاتصال الحكومي، أشار النوايسة، إلى أن الوزارة عقدت سلسلة من الندوات التثقيفية لموظفي الوزارة والمؤسسات والدوائر الحكومية، ونفذت برنامج التربية الإعلامية والمعلوماتية بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية.
كما أشرفت الوزارة على الأنشطة والفعاليات ذات العلاقة التي تنفذها منظمات المجتمع المدني، وأنتجت سلسلة من الفيديوهات القصيرة التوعوية حول التربية الإعلامية والمعلوماتية بالتعاون مع خبراء وأكاديميين في هذا المجال.
من جهتها، قالت عميدة معهد الإعلام ميرنا أبو زيد، إن ثورة الذكاء الاصطناعي تفتح آفاقًا للتميز، لكنها تستبطن مخاطر لا بد من التحوط لها من خلال اعتماد الفكر النقدي والاستخدام الآمن والفعال والاستعداد لإجادة التفاعل مع "الأدوات الذكية" والعالم الافتراضي.
وأضافت أن التلاعب الواسع النطاق بوسائل الإعلام، ونشر المعلومات الكاذبة والتزييف من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، واختراق الخصوصية عبر الإنترنت، يسلط الضوء على الحاجة إلى محو الأمية الإعلامية والرقمية، التي تعتبر بمصاف أهمية التربية الأساسية في بناء الفرد والمجتمع.
وبينت أن المعلومات المضللة تنتشر وتأخذ صدى واسعًا من التفاعلات وسرعة تناقلها، ما يؤثر على العقول والأفكار وطريقة اتخاذ القرار.
وأكدت أبو زيد، أهمية العودة إلى حكم الحياة الاجتماعية، واتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الجميع من خلال وعي الأفراد بالدراية الإعلامية، التي تعني امتلاك مجموعة من المبادئ والمهارات في ظل انحراف الإعلام عن مبادئه، واعتباره وسيلة للتضليل، ما يؤدي إلى انفكاك المواطنين عن الشأن العام وعدم المشاركة في تقرير المصير، كما يتجلى في العزوف عن الانتخابات النيابية والحياة السياسية والحزبية.
وأشارت إلى ضرورة محاربة هذا التوجه بعدم تصديق كل ما يسمع أو يرى، والاعتماد على القدرات التحليلية والتفكير النقدي، وتمييز المصادر الموثوقة من غيرها، والتمييز بين روايات السرديات، مثل رواية حادثة "7 تشرين الأول"، التي روج لها على اعتبارها بداية مأساة العالم، متناسين ما سبقها من أحداث.
ودعت أبو زيد، إلى ضرورة الانتباه للتأطير والتنميط الذي يقدمه الإعلام عند الحديث عن المعلومات، مشددة على أهمية امتلاك الجمهور للدراية الإعلامية، وعدم الاعتماد على جهة واحدة ذات رأي واحد، لكي لا يقعوا في فقاعة إعلامية ذات توجه سياسي أو حياتي محدد، مما يمنعهم من الانفتاح على الآخرين.
وقدم المدربان الدكتور عبد الله الكفاوين، وصفاء الرمحي، عرضًا حول الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وتاريخها الذي بدأ في الولايات المتحدة عام 1930، ليأخذ شكلًا منظمًا في عام 1970، ثم يطلق في الأردن عام 2016.
وبين المدربان مراحل التربية الإعلامية التي تبدأ من الوصول إلى المعلومة، ثم التفكير النقدي والتحليل، وصولا إلى الإنتاج والقيام بالعمل، إضافة إلى عرض إرشادات تخص الفكر النقدي من خلال استجواب المحتوى والنظر إليه بعين الشك، وفهم أساسيات التقنيات التقليدية والحديثة.بترا