تتعالى أصوات ناعقة كالغربان، تنبثق من حسابات إلكترونية مشبوهة، تتفرغ لنسج حملات التخوين والتشويه ضد الأردن، لا همّ لها سوى ترويج روايات مضللة وإشاعات لا تتوقف. يبدو الأمر وكأننا مجبرون على الرد على كل إشاعة تُطلقها هذه الأصوات، أو توضيح كل كذبة تتناثر على منصاتهم، حتى لو كانت من وحي أحلامهم.
من الضروري أن يدرك الأردنيون خطورة ما يُحاك ضدهم في جنح الظلام؛ وهذا الوعي يحتاج إلى تعزيز مستمر، لتبقى الحقيقة واضحة بأن الأردن يواجه كل يوم أجندات خبيثة تسعى للإساءة إليه. علينا الاصطفاف وراء دولتنا، ودعم جهودها لحماية وطننا من هذه المؤامرات التي لا تنتهي، والتذكير دائمًا بأن هناك من لا يريد لنا خيرًا.
نعيش في منطقة تكتنفها الفوضى، تتقاطع فيها أجندات متعددة، تنفث سُماً بالتشكيك بمواقف الأردن؛ فالأعمى هو من لا يرى التحالفات الشريرة التي تتربص ببلدنا، وتسعى لإضعاف وحدتنا الوطنية وزعزعة ثقتنا ببعضنا البعض.
نحن اليوم في مرحلة تحولات خطرة، ولا يُمكننا أن نتعامل مع الأمور كما كنا نفعل في الماضي. إن أعداء الأردن من الحاقدين والمرتزقة وأصحاب الأجندات الخاصة، بات لكل واحد منهم منصة وجمهور. هذه الفئات غير بريئة، بل تهدف لزعزعة أمن الأردن واستقراره.
ولكن، وبعون الله، فإن جدار هذا الوطن المتماسك، والقابضين على جمر الوطنية من أبنائه المخلصين، هم الغالبون. بإذن الله، لن تنجح تلك المحاولات المريضة في كسر صمود هذا الشعب المحب لأرضه.
في ختام القول، يجب أن يعلم الجميع بأن الأردن قيادةً وحكومةً وشعبًا، قدّم الكثير لأجل فلسطين وقضايا الأمة العربية. الموقف الأردني تجاه فلسطين ليس مجرد سياسة، بل هو واجب عقائدي يشبه الفريضة، وعُرف هاشمي يعتز به كل أردني. إن التاريخ الأردني يشهد بأن هذا البلد قدم التضحيات لأجل قضايا أمته العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
رسالتي أيضًا لمن يتداول الأخبار المسيئة والشائعات المغرضة: لا تختبروا وعي الأردنيين بخطابات التخوين والاتهام. فالأردن أعطى العرب أكثر مما أخذ، وكان منارةً في زمن الدم والشتات، وفي النهاية، نقول بكل ثقة: حماك الله يا أردن، وحفظك من كل سوء.