أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأردن يملأ الفراغ


د. خلف ياسين الزيود
نائب أردني سابق

الأردن يملأ الفراغ

د. خلف ياسين الزيود
د. خلف ياسين الزيود
نائب أردني سابق
مدار الساعة ـ
في ظل الأحداث السياسيّة والعسكريّة المتسارعة في المنطقة تشهد الحالة الجيوسياسية تقلبات كبيرة ومتعددة، حيث أن ما يجري الآن في جنوب لبنان وجنوب سوريا ومن الممكن ان نشهده في قادم الأيام في العراق هو عمليات نزوح ميليشياتية بين مد وجزر، وتتجه الأنظار الى التغيرات الجيوسياسية التي ستحصل في هذه المناطق التي سيطر عليها محور الممانعة وبالأخص حزب الله في الجنوب.
ما يجري في جنوب لبنان الآن هو نزوح أكثر من مليون شخص كانوا يشكلون الحاضنة الشعبية لحزب الله، وهذا يعني ان حزب الله رسميا بدون حاضنة شعبية فضلا عن الاستنزاف العسكري للقوات والقادة والسلاح خاصة بعد استدعاء الحزب لمجموعات المقاتلين في جنوب سوريا، حيث توجه لجبهة القتال منذ ثلاثة شهور بضعة آلاف..
ونقرأ من تصريحات نائب الأمين العام للحزب انهم الآن امام حل وحيد وهو الانحلال العسكري والانخراط الشعبي تحت مظلة الحكومة الوطنية اللبنانية وتسليم الجنوب الذي تسعى إسرائيل للسيطرة عليه بعد حالة النشوة التي تعيشها حكومة اليمين المتطرفة.
هذا الفراغ الجغرافي السياسي الذي ينشأ في الجنوب السوري والجنوب اللبناني جراء تراجع محور الممانعة يشكل مطمعاً إسرائيلياً–أميركياً في ظل انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية وفي ظل انشغال ايران في إعادة انتاج نفسها.
في خضم هذه الاحداث المتتالية والمتسارعة، يلتقط الأردن دوما الإشارات ويتوقع الاحداث ويبني السيناريوهات ويعمل عليها، هذا ما اعتدناه من حصافة السياسة الأردنية ممثلة بالملك وأجهزة الدولة المعاونة له في هذه المعركة السياسية الدبلوماسية، حيث يتساءل البعض عن أسباب التحركات الأخيرة من زيارات وزير الخارجية الى لبنان وسوريا خاصة ان اول دولة عربية زارت الحكومة اللبنانية الوطنية هي الأردن وقام رئيس الحكومة اللبنانية بأول زيارة له بعد الحرب الى الأردن بالإضافة الى زيارات المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر من قبل جلالة الملك، هذه الجهود والتحركات كلها تترجم تحت عنوان واحد وهو (ملء الفراغ الجيوسياسي عربيا).
هذه الجهود لا تعني ان الأردن ينوي ان يملأ هذا الفراغ، ولكن تترجم على ان فكرة الملك التي يحملها باسم الأردن هي ان يتم ملء هذا الفراغ عربيا من خلال أنظمة وحكومات وطنية، حيث يرى ويوضح الاردن ان الاجدر بمن يملأ الفراغ اللبناني هو الحكومة اللبنانية الوطنية والاجدر بملء الفراغ في جنوب سوريا هي الحكومة السورية الوطنية، بجهود ودعم عربي وحتى لا يفكر او يطمع بهذا غيرهم ونعود لنقطة الصفر.
مدار الساعة ـ