منذ طفولتي وانا في اروقة النادي الفيصلي ، جبت ملاعب المملكة من اقصى شمالها لأقصى جنوبها لمشاهدة الفيصلي .
لم يكن الفيصلي بالنسبة لي فريق رياضي وانا مشجع له ، بل كان بالنسبة لي الوطن و العشيرة و البيت .
لا ابالغ ، فأنا فيصلاوي بالفطرة ، في وقت الفراغ لا اجد مكان للذهاب اليه الا النادي الفيصلي ، و ايضاً لا اذكر انني ذهبت للنادي ولم اجد ذلك الرجل المهيب الذي منذ ان غاب عن الدنيا غابت شمس الزعيم ، معالي الشيخ سلطان بن ماجد العدوان .
معالي الشيخ لم يترك الفيصلي حتى في مرضه ، بلغ من العمر 82 عام ومع ذلك يبقى في الملعب للدقيقة 90 موازراً ، عندما كنا نذهب لتمرين الفريق كان الشيخ يجلس تحت ظل الشجر حتى نهاية التمرين ، كنا ننتظر سيارته على بوابة المنصة الرئيسية في ملعب ستاد عمان ، كان رجلاً شرساً ، اذا قال امر و لا احد يراجعه .
الشيخ سلطان الماجد ظاهرة حقيقية لا تتكرر في تاريخ الفيصلي ، فهو لم يكن يستخدم مسماه رئيساً للنادي كمنصب ، هو فيصلاوي حقيقي تحمل الكثير لرفعة الكيان الازرق.
الفيصلي لم يعد كالسابق ، لا تعبثو بهذا التاريخ ارجوكم ، الفيصلي أرث اردني وهذا الأرث لن نسمح بالعبث به ، لا تتعاملو مع هذا الكيان كشركة تجارية او جمعية خيرية ، الفيصلي اكبر بكثير و جمهوره يتحملوا الى حد عندها ستجدو غضب الجماهير ، فالجميع يعرف علاقة هذا الجمهور بفريقه .
لا استطيع ان ارى الفيصلي الا كقلعة شامخة بوجه الاعاصير ، مع محاولات البعض الفاشلة بهدم هذه القلعة ، ولكن هيهات ان يستطيعو .