لطالما كان عدونا موحداً معروفاً وغضبنا موجهاً اليه بحقدٍ وبنارٍ لا تنتهي مستمدة من جرائمه البشعة في غزة والضفة ولبنان وحتى في اردننا في العقود السابقة؛ فإن المشروع الصهيوني لا يقف عند الضفة الغربية فقط ولا حتى جنوب نهر الليطاني فهو مشروع توسعي استيطاني معروف عنه منذ بداياته بنواياه السوداوية لشرقي نهر الاردن. فما الاسباب التي علينا الحذر منها وما هي الحلول لردع عدو غاصب عنصري صاحب مشروع على مراحل.
إن بداية الحركة الصهيونية أشارت الى "عودة" الشعب اليهودي الى "أرض اسرائيل" بقصصهم التوراتية يعود الموضوع الى نبي الله يعقوب الذي يسمى عندهم إسرائيل وكان له اثنا عشر ابناً ويعتقدون أن بني اسرائيل هم ابناء سيدنا يعقوب. وتقول رواياتهم إن ابناء يعقوب كل واحدٍ منهم اتخذ منطقة له وبدأ بشبه قبيلة باسمه وهي ما تدعى بأسباط بني اسرائيل وهم رأوبين وشمعون ولاوي ويهوذا ونفتالي وجاد واشير ويساكر ويوسف (المنقسم الى سبطي أفرايم ومنسي) وبنيامين.
وحسب سفر يشوع كان هنالك ثلاث قبائل تسكن شرق نهر الاردن وهم سبط منسى وسبط جاد وسبط رأوبين والذين اتخذوا من الضفة الشرقية مستعمرة لهم. يأتي تناقضهم الكبير بأن نفس روايتهم تذكر الاعراب في هذه الاراضي وتذكر ايضا بان الله اعطاهم تلك الارض المقدسة ولكنهم تركوا الارض "التي وعدوا بها" تركوا ارض كنعان وارض الاردن مراراً وتكراراً؛ مرة هربا من الجوع ومرة هربا من الامبراطوريات التي كرهت وجودهم وجيرتهم؛ فقام الآشوريون باقتحام تلك الاراضي وسبيها وتشريد عشرة اسباط من الاثني عشر حتى اندثر كل وجود لهم وانمحى تاريخهم المزعوم منذ آلاف السنين. حتى وصلنا الى هذا اليوم الذي فيه ما يزالون يحاولون اثبات اصولهم الى هذه المنطقة العصية عليهم. ولكن أما زالوا يتخذون من القصص التوراتية اسبابا للاحتلال وحروب اليوم؟
لنبتدي؛ علينا ذكر الحزب الحاكم في كيان الاحتلال: حزب الليكود اليميني المتطرف، الذي منذ نشأة الكيان تتمحور الحياة السياسية حوله إما في الحكم او في المعارضة وبنتائج انتخابية عالية.
بداية الحزب وافكاره تدعو الى توسعة المشروع الاستعماري في الوطن العربي ونحو الاردن خصيصا لاجل تحقيق "اسرائيل الكبرى". فاحد ابرز الجماعات السياسية التي اندمجت اليه حزب حيروت الذي كان شعاره خريطة فلسطين وخريطة الاردن وبندقية تجمعهما. لم تتوقف تلك الافكار وحتى الآن كل الاحزاب اليمينية تدعو بنفس الفكرة وبنظرة ان الاردن هو العدو التالي بعد انتهائهم من الابادات في لبنان وغزة ونرى ذلك من خلال التصريحات العدائية والمستفزة من قبل العديد من الوزراء الاسرائيليين من سموتريتش الذي ظهر بنفس الخريطة والشعار قبل عام وبن غفير وغيرهم الذين يرون بأن عمان هي التي بعد الضفة وبيروت ودمشق. ولكن ما الحل؟
لم يعد للسلام أي حيز في التعامل مع هذا الكيان الدموي الهمجي الذي لا يحترم الشرعية الدولية ولا يُفرق بطائراته الاميركية أياً كان الهدف: مدرسة ام مستشفى.. كنيسة أم مسجد؟ فهل الذي يقصف بيروت ويقصف دمشق ويهدد الاقصى؛ خائفٌ من عمان؟
إن الوقت الحالي هو مهم جداً للحفاظ على دولتنا وأرضنا ووطننا، أمنها واستقرارها وسلامة شعبها. تعزيز القدرات الامنية والدفاعية يجب ان يكون اهم اولوية وتعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي والوقوف خلف القيادة الهاشمية. وأحيي الزام قانون خدمة العلم لكونه خطوة مهمة لتغيير حال الشباب الحالي وحماية الوطن ولو أتى الخطر الى بلادنا على هذا الشعب بكل مكوناته ومنابته العمل للحفاظ عليه؛ وبناء ملاجئ للنساء والشيوخ والمدنيين لاننا تعلمنا بكل الحروب بأن هذا العدو غاشم بلا قوانين يسفك الدم العربي أينما رآه.
وبالنهاية حمى الله الاردن ونصر قيادته وأعز شعبه وحماه من كل مكروه.