أن الحديث عن الوطن والوحدة الوطنية والانتماء إلى تراب هذا الوطن وتماسك جبهته الداخلية يجب ألا يقتصر على مشهد أو حدث ما وانما يجب أن يكون نهجا راسخا في أذهان وعقول أبنائه وبناته وفي جميع الظروف وفي كل الأزمان والاوقات.
وفي الحديث عن الاردن فإننا مهما كتبنا وتحدثنا عن حبنا وانتمائنا لهذا الوطن فيبقى الأساس هو الممارسة والتي اساسها التفاعل الايجابي والوقوف المستمر في خندق الوطن ومع موقفه الرسمي تجاه قضاياه الخارجية لما لها من خصوصية وارتباط وثيق بعوامل قد تكون احيانا خارجة عن الإرادة والتي تتطلب قرارات وإجراءات وسياسات أساسها مصلحة الدولة الأردنية العليا، وهذا التفاعل الايجابي يعتبر من اهم عوامل الحفاظ على استقرار الوطن وأمنه القومي حيث أن معظم أبنائه وبناته يدركون شكل وتركيبة هذا الوطن وحجم وتاثير الجيوسياسي عليه وما أحاط ويحيط به إقليمياً من صراعات وحروب بدءاً من الربيع العربي الذي اجتازه الاردن بصعوبة كبيرة وصولا إلى الحرب على غزة وتداعياتها و امتداداتها والتي توسعت ولا زالت قابلة للتوسع بشكل أكبر مما هي عليه الآن مع عدم وجود أيه مؤشرات توحي بوجود حل قريب في ظل تعنت حكوم الكيان والفشل الدولي في وقف الحرب على غزة ولبنان، ولا يخفى على أحد بان الاردن وبسبب موقعه المهم في المنطقة يبقى دوما محط أنظار بعض القوى والجهات الخارجي التي لن تتوقف عن محاولات زعزعة أمنه واستقراره، فمن الضروري هنا أن نتعامل بواقعية مع حالتنا الوطنية التي نعيشها منذ زمن طويل وادراكها وحجم التأثيرات التي يتعرض لها هذا الوطن جراء لكل ما يحدث في الإقليم وعالميا، فالاردن ليس بمعزل عن العالم وشأنه شأن غيرة من الدول التي تتاثر بالاحداث الإقليمية والدولية دون أن نغفل عن أن الدولة الأردنية مرتبطة باتفاقيات دولية ومصالح مشتركة لها استحقاقات تتطلب التعامل والتعاطي معها رسميا ودبلوماسياً، وأصدق ما قيل ويقال في هذا المقام بأن قوة ومنعة الاردن هي قوة لفلسطين وتسهم إسهاما كبيرا في بقائهم وصمودهم في وجه الاحتلال الغاصب.