منذ ان بدأ العدوان على غزة والضفة الغربية ونحن نتعرض لموجة تشكيك وتخوين من قبل بعض المزاودين الذي لا هم لهم سوى المتاجرة بدماء الاشقاء والقفز على همومهم وتحقيق مآربهم وشعبوياتهم، وكيف لا وهم من اتباع الصوت العالي و الشعارات البالية، فالى متى نبقى نتحمل خزعبلاتهم وهرطقاتهم ويستمرون هم بالرهان على حلم الحليم دون غضب ؟.
المثل العربي يقول " ان اكرمت الكريم ملكته وان اكرمت اللئيم تمردا " وهذا المثل وفي شقه الثاني من اكرام اللئيم ينطبق على بعض "القوى السياسية"في الوطن التي للاسف تتعامل مع اكرام الدولة لهم بمزيد من التمرد والتجاوز والاستعلاء والقفز على "المصالح الوطنية"بـ"انانية مفرطة"هدفها الشعبويات واقتناص المغانم دون اي اعتبار للمصالح العامة والامن القومي وسمعتنا واستقرار الدولة اقتصاديا وسياسيا.
للاسف احدى هذه القوى السياسية ترفض بـ"شكل قاطع" اتباع الموقف الاردني الشعبي والرسمي وتستمر في كل يوم ومنذ بدء العدوان في تصوير نفسها على انها هي الشارع الاردني، فتجمع"انصارها"بالامر والطاعة
لتقودهم "وراء البوكمات" ذات اللون "الازرق و الابيض"المحملة بسماعات ضخمة ويعتليها "الملقنون" الذين يتعاملون مع من يردد ورائهم بلغة الامر ويقصدون الاماكن التجارية المزدحمة بهدف الاستعراض بالاعداد.
بالاردن ومنذ اليوم الاول ونحن نتعرض لموجة من التحريض من الخارج ويروج ويهلل لها من بعض عديمي المسؤولية في الداخل، وجميعها تدفع وتحرض شبابنا للاشتباك مع "قوات الامن"واحداث الفوضى دون عن كل الدول من حولنا وتدفع شبابنا الى الذهاب للتهلكة بحجة اقتحام الحدود واقتحام السفارات والتجمعات الغير مبررة شبه اليومية، ولان الشيطان في تفاصيلهم فهم ينبشون عن الفتنة واللعب على الوحدة الوطنية التي هي اساس استقرارنا وقوتنا.
كنت بالسابق قد حذرت من عودة هذه الجماعات والقوى للتسلل الى الشارع العربي والاردني عبر"طروادة التعاطف" والمتاجرة وكما العادة بالقضية الفلسطينية، كيف لا وهم من " نشأوا عليها" وتسلقوا على اكتافها دون ان تراق لهم قطرة دم واحدة على ارض فلسطين التي لا تعني لهم سوى بالشعارات والتنظير والمزاودة والشعبوية بعيدا عن المسؤولية مستغلين تعاطف البسطاء متنكرين بلباس الدين.
خلاصة القول،مقتنع تماما بان الاردن دولة قوية وعميقة وقادرة على وضع حد لمثل هذه المزاودات بالوقت المناسب واذا ما تجاوزت حدودها التي كفلها الدستور والقانون، غير انني اجد اقتصادنا لايستطيع بعد اليوم ان يتحمل هذه الاجواء الاستعراضية التي تعكس صورة غير ايجابية عنه سياحيا واستثماريا،ولهذا وجب ان يمنع استعراضهم في الاماكن العامة التجارية والسياحية والمزدحمة، وان يخصص لهم بالصحراء مكان لهم ليقولوا ويهتفوا فيها حتى تشف حناجرهم الخبيثة، والي على راسه بطحة يحسس عليها.