مدار الساعة - عمّار محمد الرجوب - في حضور الشيخ عبد الله الفهد النعمة، أبو محمد، تشعر وكأنك أمام بحرٍ من الحكمة والرجولة. رجلٌ تحلى بكل صفات الشهامة والمروءة، يحمل في قلبه كرمًا لا ينضب وحكمةً لا تذبل مع مرور الأيام. مضافته عامرة دائمًا، كأنها موئل لكل من يطرق بابه، حيث تجد القهوة العربية تفوح برائحة الأصالة، وتسمع كلمات الترحيب التي تخرج من قلبه الدافئ بصدقٍ ومحبة.
الشيخ عبد الله ليس فقط مضيافًا بحكم العادة، بل هو مضياف بالفطرة، رجل لا يعرف للمستحيل طريقًا حينما يتعلق الأمر بكرمه. تجد في مجلسه كل أطياف الناس، كلهم يشعرون كأنهم جزء من بيته، بلا تفرقة ولا تكلف. هو من يفتح أبوابه دائمًا، ويستقبل الضيوف بروحٍ طيبة وبسمة لا تفارقه، كأنما يقول لكل زائر: "بيتي بيتك، وكرمي لكم بلا حدود."
وراء كرم الشيخ عبد الله تقف حكمة عميقة، عقلٌ يزن الأمور بموازين الفهم والعقلانية، رجلٌ لا يخطو خطوة إلا ويكون لها من خلفها بصيرة وحكمة. ترى في مواقفه توازنًا، وفي كلماته عمقًا يجعل كل حديث معه درسًا لا يُنسى. هو صاحب العقل الراجح الذي يعلم أن الحكمة تكمن في التواضع، وأن العطاء هو سبيل الخلود في ذاكرة الناس.
الشيخ عبد الله الفهد النعمة، في كل موقف يقف فيه، يظهر بمعدنه الأصيل. هو من الذين لا يهابون التحديات، بل يتعاملون معها بعقل رزين وحكمة نادرة. مواقفه كلها شاهدة على رجولته، فهو صاحب الكلمة الصادقة والموقف النبيل، ورجلٌ يصل ويمد يد العون لكل من حوله.
إذا قيل في المجالس إنه "أصلٌ وواصل"، فذلك وصف لا مبالغة فيه. هو من ينشر الخير، ومن يتبع خطى الأجداد في حفظ المروءة والكرامة. كلماته ليست مجرد أحاديث عابرة، بل هي دروسٌ من الحياة، تعلمنا معنى القوة في التواضع ومعنى الرفعة في الكرم.
فلا عجب أن تكون مضافته عامرة دائمًا، لأن من يقصد مجلس الشيخ عبد الله يجد فيه الدفء والمودة، وينهل من حكمته وتجاربه. كل لحظة تقضيها في حضوره تزيدك يقينًا أن هذا الرجل هو نموذج لما يجب أن يكون عليه الإنسان؛ كريم اليد، حكيم العقل، شجاع القلب.
