أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة خليجيات طقس اليوم

النعيمات يكتب: دور الحكومة في تعزيز مبدأ الأمن القانوني


أ.د.أسامة أحمد النعيمات
جامعة فيلادلفيا

النعيمات يكتب: دور الحكومة في تعزيز مبدأ الأمن القانوني

أ.د.أسامة أحمد النعيمات
أ.د.أسامة أحمد النعيمات
جامعة فيلادلفيا
مدار الساعة ـ
يعدّ دور الحكومة في تعزيز مبدأ الأمن القانوني في بلدنا الحبيب أمراً جوهريًا لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. حيث أن مبدأ الأمن القانوني يُعنى بتوفير نظام قانوني واضح ومستقر يمكن للأفراد والمؤسسات الاعتماد عليه في تعاملاتهم، وهو ما يعزز الثقة العامة في سيادة القانون. وفي الأردن، هذا المبدأ له أهمية خاصة في ظل التحديات الإقليمية والاقتصادية التي تواجه المملكة.
ولعل أبرز الأدوار التي يمكن أن تلعبها الحكومة الأردنية لتعزيز مبدأ الأمن القانوني تبدأ من خلال تحديث التشريعات وتبسيط القوانين
إذ أن الحكومة مسؤولة عن تحديث وتطوير القوانين بما يتماشى مع التطورات المحلية والدولية ، ويجب أن تكون التشريعات واضحة وغير متضاربة، ويُفضّل أن يتم تبسيط القوانين المعقدة التي قد تؤدي إلى تفسيرها بشكل مختلف من قبل المحاكم أو المؤسسات.
كما وأن الاستقرار التشريعي يعتبر جزءاً مهماً من الأمن القانوني. حيث يتوجب أن تحرص الحكومة على عدم إصدار قوانين أو قرارات مفاجئة تؤثر على حقوق الأفراد أو الشركات بشكل غير متوقع. كما وأنه يعزز ثقة المستثمرين والمواطنين في النظام القانوني.
ويساهم ايضا ضمان حق الوصول إلى العدالة في تأكيد هذا المبدأ وذلك عبر توفير منظومة قضائية فعالة وسريعة، حيث تكون المحاكم قادرة على البت في القضايا بوضوح وبزمن معقول.
وتجدر الإشارة هنا إلى الدور الذي تمارسه الحكومة في نشر وتوضيح القوانين والتعليمات للمواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وتوفير نصوص القوانين بطريقة يسهل الوصول إليها وفهمها. ذلك يعزز من قدرة الأفراد والمؤسسات على الامتثال للقوانين وفهم حقوقهم وواجباتهم.
إن إشراك المجتمع المدني والمواطنين في عملية صنع القرار القانوني والتشريعي يعزز من مبدأ الشفافية. عندما يشعر الناس أنهم جزء من صنع القوانين التي تؤثر على حياتهم اليومية، يزداد احترامهم للنظام القانوني وتتعزز الثقة في الحكومة ويرسخ مبدأ الأمن القانوني.
كما وأن أن تطوير المؤسسات القانونية ودعمها وتحديث بنيتها التحتية والتكنولوجية يساعد في تحسين الوصول إلى العدالة ورفع كفاءة الخدمات القانونية.
وأخيرا فأننا ندعو إلى ضرورة تبني إصلاحات قانونية وسياسية تضمن تعزيز الأمن القانوني كأساس لتنمية مستدامة، والتأكيد على مسؤولية الحكومة ممثله برئيسها في قيادة هذه الجهود لضمان مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا.
والله من وراء القصد.
مدار الساعة ـ