البتراء أو البترا أو البطراء مدينة أثرية وتاريخية تقع في جنوب الأردن تشتهر بنحتها في الصخور ونظام قنوات جر المياه القديمة، أُطلق عليها قديمًا اسم «سلع»، كما سُميت بـ «المدينة الوردية» نسبةً لألوان صخورها الملتوية.
عاصمة الانباط ومدينتنا الوردية التي تفننَ في رسمها ونحتِها الانباط في العام 312 ق.م لتكون عاصمةً ومنارةً للحضارات المتعاقبة، لتميز الأردن بتحفتها الفنية والتاريخية واحدى عجائب الدنيا وتميزها بموقعها الاستراتيجي في قلب الجنوب ومناخها المعتدل والذي وفر للسياح فرصة كبيرة لزيارتها والتمتع بمعجزة البناء.
تحفة فنية ومعلم تاريخي وتراثي مميز وفر مصدر دخل كبير للأردن وذلك من خلال تقديم الفعاليات المختلفة والمتنوعة فيها، إضافة إلى وجودها في دولة عربية إسلامية تتمتع بطابع استقراري وتحتضن العديد من الآثار والمواقع المختفلة والتي جعلها مقصدًا سياحيًا للزوار من جميع أنحاء العالم.
لم تكن المدينة الوردية سوى وجهة سياحية عالمية مميزة نتيجة احتضانها العديد من كنوز الحضارات القديمة المختلفة، فمنذ سنوات قليلة اكتشف العلماء بها مسرحاً مدفوناً تحت الرمال يعود لأكثر من ألفي عام، ومنذُ ايام أُعلن عن اكتشاف غرفة ممتلئة ببقايا هياكل عظمية وممتلكات جنائزية مصنوعة من البرونز والحديد والسراميك ويقدّر عمرها ب2000 عام ليعزز هذا الاكتشاف مكانة المدنية الوردية على قائمة موقع التراث العالمي.
كما وتعتبر البتراء كنز سياحي للأردن نتيجة قصدها من قبل آلاف السياح من مختلف دول العالم، لزيارتها والتعرف عليها وعلى المتاحف والأماكن الأثرية داخلها لينغمسوا في سحرٍ طاغٍ، سحرٍ ينبضُ بالحياةِ والحب، وما يعزز رغباتهم في زيارة البتراء ايضاً استقرار هذا البلد الذي يسكنُ في اقليمٍ مُلتهب، مما جعلها معلمًا بارزاً في الأردن ووجهة سياحية تحظى باهتمام كبير من قبل وزارة السياحة الأردنية التي تسعى دائما لتقديم أفضل الخدمات للزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
الجو المعتدل نسبيًا الذي تتمتع به المدينة الوردية جعلها مقصدًا سياحيًا عالميًا في شهري تشرين الأول والثاني وحتى منتصف كانون الأول، إذ شهدت إقبالاً كبيراً وملحوظاً وتزايداً واضحاً لأعداد الزوار والسياح الذين قطعوا مئات الأميال لمشاهدة إبداع الأنباط في فن النحت والبناء.
البتراء وكما أطلق عليها البعض "عروس الأنباط" وأبنة الجبال الشماء، صاحبة المعالم التاريخية التي أبهرت العالم أجمع لشدة جمالها وتصميها الخلاب، فهي العراقة والأصالة والجمال ميزت وتميزت بها الأردن.
الحديث عن جمال السيق والخزنة والدير، والتحفة الفنية الذي يتمتع به قصر بنت فرعون والمدرج النبطي، نجد أنفسنا عاجزين عن وصف المشهد التاريخي والحضاري لهذه المدينة الوردية أعجوبة الدنيا.
ختاماً لابُد من ذِكر ما قاله سعود الأسدي: بمثلِكِ الفخـرُ يـا بَتْــرا يفتخرُ فَلْتَشْمَخي أنتِ، أنتِ العزمُ والقَدَرُ وأنـتِ سيـفُ الرّدَى في كلِّ نازلةٍ فلتضربـي وتردِّي كيـدَ من غَدَرُوا بتراءُ كمْ في كتـابِ المجـدِ من سُوَرٍ قرأتُ عَنْـكِ رَوَاهـا البدوُ والحَضَرُ.