مدار الساعة - نشر موقع ميديل إيست آي البريطاني، مقالا للصحفي الأردني محمد العرسان الذي كان ضمن وفد زار العاصمة الألمانية برلين ضم 17 صحفيا عربيا التقوا في أيلول الماضي مسؤولين ألمان في الخارجية والبرلمان والإعلام في محاولة لتغيير موقفهم من غزة وامداد الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح.
وطرح أمام مسؤولين في الخارجية الألمانية أن "شعور ألمانيا بالذنب تجاه الهولوكوست لا يبرر دعمها للفاشية الإسرائيلية"، وقال في مقاله "على مدى سبعة أيام، كرر الساسة الألمان باستمرار العبارة التالية: "نحن ثابتون على موقفنا في دعم حق إسرائيل في الوجود". وهذا دفع أحد الصحفيين الفلسطينيين إلى طرح السؤال التالي عليهم: "ماذا عن حقنا كفلسطينيين في الوجود، بينما يتم إبادتنا على يد حكومة فاشية تستخدم أسلحة ألمانية؟"
مضيفا "منذ بداية الاجتماعات في برلين، كانت التوترات واضحة، وخاصة بين الصحفيين الفلسطينيين الذين يعيشون في قلب الصراع المتصاعد،أعربوا بشكل خاص عن إحباطهم إزاء موقف ألمانيا، الذي يستلزم تسليح إسرائيل بينما يقطع الدعم عن المنظمات الإنسانية الفلسطينية".
يتابع "في إطار زيارتنا الأخيرة إلى برلين، أخذنا في جولة في فيلا وانسي، حيث اتخذ كبار أعضاء الحزب النازي في عام 1942 قراراً بشأن المحرقة ، ولكن الساسة الألمان غالباً ما يربطون شعورهم بالذنب إزاء هذه الجرائم ضد اليهود بدعمهم غير المشروط لإسرائيل، حتى في شكلها الفاشي ــ وكأن دعم إسرائيل يعادل دعم اليهود".
"إن إصرار ألمانيا على الربط غير العادل بين الصهيونية واليهودية يضر بالشعب اليهودي نفسه. فمن خلال توفير الأسلحة والدعم السياسي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفاشية ، تعمل ألمانيا على إضعاف أصوات المعارضة المدنية الإسرائيلية، وتفضل بدلاً من ذلك العناصر المتطرفة في الحكومة التي تغذي آلة الإبادة الجماعية".
"إن العبء التاريخي الثقيل الذي تتحمله ألمانيا أجبرها على دعم إسرائيل دون قيد أو شرط في كافة المحافل الدولية. ورغم أن مثل هذا الدعم قد يكون مفهوماً في سياق العلاقات التاريخية، فإن استخدامه كذريعة للتغاضي عن انتهاكات إسرائيل المستمرة لحقوق الإنسان في غزة أمر غير مبرر أخلاقياً وسياسياً".
"إن ألمانيا اليوم في احتياج ماس إلى إعادة تقييم موقفها من الصراع في غزة. ويتعين عليها أن تتحرر من قيود التاريخ وتتبنى سياسة أكثر عدالة وإنسانية تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني. وبوسع ألمانيا أن تلعب دوراً أكثر إيجابية في تعزيز عملية السلام إذا تبنت سياسات تدعم حقوق الإنسان حقاً، بما في ذلك حق الفلسطينيين في الحياة".
ومحمد العرسان هو رئيس تحرير عمان نت وراديو البلد. كما أنه يقدم تقاريره لموقع عربي 21 من الأردن، ويساهم في المونيتور، ويقوم بتدريب الصحفيين المستقبليين في الندوات الإقليمية، وساهم في إنشاء محطات إذاعية مستقلة في إسطنبول وسوريا. يركز عرسان على تغطية الجماعات الإسلامية والأحزاب السياسية، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام مع تخصص فرعي في العلوم السياسية من جامعة اليرموك.
نص المقال الأصلي