أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

اقتصادياً.. ما يحدث حولنا ليس 'مسلسلاً'


علاء القرالة

اقتصادياً.. ما يحدث حولنا ليس 'مسلسلاً'

مدار الساعة (الرأي) ـ
على ما يبدو ان لا احد بات يشعر بما تعيشه "الدولة اقتصاديا" جراء التحديات والتداعيات التي هي الاخطر في تاريح المملكة ، واصبحوا يتعاملون معها على ان كل ما يحدث من حولنا "مسلسل" او فيلم يصور لغايات عرضه في هوليوود، والا ماذا تسمون حالة التذمر والشكوى و كثرة الطلبات الرائجة الان؟
نعم نحن لم ندخل ازمة ولم نعشها كما بقية الدول المجاورة او في العالم لا ابان جائحة "كورونا"ولا بالحرب الروسية الاوكرانية ولا حتى هذه اللحظة جراء عدوان غزة واضطرابات الاقليم ، وبقينا"مستقرين"ولم يتغير علينا شيء لا بل حققنا نتائج اقتصادية ابهرت العالم ، وهذا كله ما كان ليكون لولا ان"جهودا جبارة"بذلت من كافة اركان الدولة وباشراف مباشر من جلالة الملك وولي العهد.
اليوم علينا جميعا ان نتعامل مع ما يحدث من حولنا وفي العالم بـ"مسؤولية مفرطة" بعيدا عن الانانية والتذمر والشكوى والطلبات التي ليست بمكانها وزمانها الصحيح والمثالي ، فتخيلوا ان دول المنطقة من حولنا تجوع وتعطش ونحن نهدر الطعام ، وتخيلوا ان البنوك فيها تنهار ونحن نتذمر من رفع الفائدة ،وتخيلوا ان الاقتصاد فها معطل وعجلة الانتاج تتوقف ونحن نطالب برفع الحد الادنى للاجور والتوظيف ودعم القطاعات .
الاردن حاليا يمر في مرحلة"مقاومة اقتصادية"ويبذل جهودا للحد من تداعيات ما يحدث بالمنطقة على كل من المواطنين معاشا والقطاع الخاص نموا ، ما يعني ان اليوم ليس كما امس وان الغد لربما يكون اسوأ مما قد عشناه في السابق ، والسؤال الى متى تستطيع الحكومة بكافة اذرعها "المقاومة لوحدها"دون ان يتعاون معها الجميع بمسؤولية وتحمل وصبر لننجو من هذه الامواج والاعاصير من حولنا.
والاهم من وجهة نظري ان"تكاشف الحكومة" المواطنين بمدى صعوبة التحديات التي يواجهها اقتصادنا بالمدى القصير والمتوسط جراء تداعيات ما يحدث بالمنطقة لاشراكهم في مواجهتها، والا سيبقى المواطنون كما هم "متذمرين شاكين ومطالبين"باشياء لا تستطيع الحكومة ولا القطاع الخاص تلبيتها الان بهذه الاوقات ، خاصة اننا وعلى مايبدو نعيش في مرحلة اضطرابات طويلة لن تنتهي في يوم وليلة.
خلاصة القول، ما تعيشه المنطقة ليس مسلسلا صدقوني والاهم اننا لسنا بمنأى عن احداثه، فنحن ان جاز لي التعبير نعيش وسط الصراع ويحيطنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، لهذا اجد ان علينا جميعا الوقوف الى جانب الدولة بـ"مقاومتها الاقتصادية"وان لا نحملها مالا تطيق ، لهذا كفوا عن التذمر والشكوى والطلبات غير المنطقية حاليا ، فما زلنا بقلب العاصفة نعيش ونقاوم ونجاهد اقتصاديا لننتصر عليها ولنصل لشواطئ الامان اقتصاديا.
مدار الساعة (الرأي) ـ