الكل يجمع أن حربي اكتوبر بشقيها تبلور عنهما مرحلة مهدت الطريق أمام أفق جديد في المنطقة العربية ، و واقع تحكمه المصالح المشتركة للتحالفات و المشاريع الخاصة بها وهذا ما أخضع الحالتين أو الحدثين لآراء فرقاء القوى السياسية و الحزبية وحدوث انقسامات حول نوايا وأهداف المعركة في الحالتين بين عناوين التحرير أو التحريك ، فلكل عنوان خصائص و حيثيات و حساب الاعدادات التي تبنى عليها النتائج و المكاسب و باقة المصالح و الحقوق المستردة الممكن تحقيقها .
والعنوان الثاني فهذا يحتاج إلى مصفوفة من التخطيط الاستراتيجي المتضمن جميع المجالات التي من شأنها ضمان ترجمته ولعل أهم هذه المجالات هي الدراسة الواقعية لحقيقة الوضع العربي و محفزات و عوائق وحدة صفه و صناعة مشروعه الخاص القائم على المصالح ، نعم السياسة لا تعرف الا المصالح ، و حسابات الإسناد والدعم أصبحت معقدة بالنسبة لما هو متوفر وما يجب أن يقدم و التعقيد يأتي من تعقيدات التوقيت والجغرافيا و الديمغرافيا المستهدفة وأهداف استهدافها و الأثمان المراد تحقيقها و الخسائر الآنية التي ستقع في ظل اختلال موازين القوى .
هناك محاور إقليمية وعالمية لها مشاريعها في المنطقة ، ولعل افضل من كتب حول هذا الموضوع صراحة و اكثر. واقعية هو د منذر الحوارات في مقال " المفترق الخطير بين مشروعين" ، وليتبعه د عامر السبايلة بسؤال في مقال حول مستقبل الشرق الأوسط ويختمه "اليوم هو خطوات عملية نحو تهيئة المنطقة لمرحلة جديدة من التحول الاقتصادي والسياسي. هذا التحول سيشمل الجميع دون استثناء، وسيعيد رسم الخريطة السياسية للشرق الأوسط بما يتوافق مع التحديات الجديدة. في المستقبل القريب، ستكون الساحة الفلسطينية محور الاهتمام"، و من الممكن أن نقول الرجوب و الخالدي و عمر العياصرة و سميح المعايطة شكلوا حالة من الاشتباك الإعلامي الواضح و الصريح كونهم في اهم مؤسسات الصحافة الأردنية و خبرة رؤساء التحرير فيها و لا يقبل منهم تجميل الأمور و المعلومات ،
سنشهد سيناريوهات قد تكون نسخ محسنة وامتداد لسابق ولكن ما يحكمها المصالح والمكاسب المادية والسياسية و نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، والتي ستضع العرب كما هو رأي المحامي د صخر الخصاونة استاذ القانون والإعلام امام خيارات ترامب الجمهوري في صفقة القرن الذي واجهها الاردن بل عطلها بقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه العظيم بكل تحدي و صلابه ، أو هاريس الديمقراطية التي قد تمارس السياسة الناعمة المنحازة للكيان .
الواقع يقول وفي ظل الهيمنة الأمريكية أحادية القطبية ، أننا أمام جغرافيا جديدة ما نملكه وان حدثت خسائر فيها بأن نحافظ على عامل الديمغرافيا الفلسطينية على أرضها ودعم ثباتها و صمودها بكل ماهو متاح اقتصاديا وسياسيا و ثقافيا و قانونيا ، والاستفادة من ورقة المصالح المشتركة مع من له مصلحة معنا حسب تغيرات حسابات النفوذ و القوى صعودا و نزولا مثل الصين و روسيا و دول البريكس وغيرها.
على مستوى الساحة الفلسطينية ، على قوى التحرر النضال الفلسطيني إنهاء حالة أنقسامها و تبعيتها لمرجعيات خارجية كانت أنظمتها في صراع مع بعضها البعض الأمر الذي انعكس على القرار والعمل السياسي والتخطيط العسكري وأهدافه.
الساحة الأردنية ولعل افضل من كتب عنها و شرح متطلباتها و الاعداد للمرحلة القادمة هو الاستاذ حسين الرواشدة الصحفي في الدستور و دعوته إلى عقلنة الخطاب و الاحتكام إلى صلب و جوهر المشهد و مجابهة الضغوط والتحديات بعناوين الوحدة الوطنية و الهوية الأردنية و الاستدارة للملفات و الشؤون الداخلية .
و لعل افضل من دعا الى إعادة بناء الوعي السياسي و الفكر الثقافي و الخطاب الإعلامي المهني الوطني المحترف الأستاذ رمضان الرواشدة الكاتب الصحفي والروائي ، وذلك لاننا نملك من المؤسسات و المواقع الإعلامية و الاخبارية والبنية التحتية الصحفية الأردنية العريقة و ذات الخبرة و المصداقية و الكوادر المؤهلة .
و للإنصاف الاشادة موجه كل بأسمه سواء كان كاتب سياسي أو صحفي أو دبلوماسي أو يدير مؤسساتنا الإعلامية التي تشهد اليوم طرح واقعي مجرد حقيقي ومنها نيروز الاخبارية و عمون الاخبارية ، بلكي نيوز ، جفرا نيوز، خبرني الاخبارية ، ديرتنا الاخبارية ، القلعة نيوز، اخبارنا نت ، تيلسكوب الاخبارية ، سباي سات، و مدار الساعة الاخبارية ، الذين أود توجيه الشكر لهم و لكل أمثالهم من المواقع و لكل مواطن مثقف يؤثر في المجاميع الشعبية يتخذ هذا المسار و النهج في التحليل و كشف ملابسات الحالة وتفاصيلها دون استخدام أدوات المونتاج التقليدية ، الأمر الذي يجعلنا أمام صورة واضحة لأرضية اتخاذ القرار و خلفية الخطاب المستخدم والذي نستند عليه و نستمد منه مفردات اللغة التي تدخل في صناعة موقفنا السياسى الاردني الصلب و موقعنا الديبلوماسي و المواقف الأخرى .
على المجتمع السياسي الأردني والحزبي تحديدا توسيع الفرجار ليضم اكبر مساحة من الرأي وأكثر من طرف في زوايا إطار الصورة لتكتمل و نقرأ العنوان جيدا .
العناوين الداخلية واضحة ، مواطنة ، هوية وطنية، جبهة داخلية . مسارات التحديث الثلاث
الخارجية : القضية الفلسطينية و العلاقات الدوليه والإقليمية والعربية .
وان كنا في تشرين فلا شك بل هو يقين أن هذا الاحتلال الى زوال وعلى موعد مع حل عادل وشامل و لنقول أن الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين كرسالة لحكومة الصهاينة المتطرفين.