منذ عام وجلالة الملك يقاتل على ثلاث جبهات بوقت واحد ويبذل جهودا مضنية وجبارة في الدفاع عنها لأجل الاردنيين والفلسطينيين معا، حتى انني اصبحت اسأل نفسي "هل ينام الملك" و"متى يرتاح" وبماذا يفكر وكيف له ان يقاتل على ثلاث جبهات في وقت واحد ويحقق هذه النتائج؟ فما هي تلك الجبهات؟
تخيلوا ان الاردن وبقيادة جلالة الملك يواجه ومنذ عام اصعب" ثلاثة تحديات" بتاريخه وبوقت واحد، فمن جهة هو يجاهد بالدفاع عن الجبهة الداخلية اقتصاديا ويقطع الطريق على من يسعون الى نبش الفتن وزرع الفوضى ويريدون اضعاف الوطن ، ومن جهة اخرى يجاهد ويسافر في كل الدنيا " لوقف العدوان"على غزة ونصرتهم ودعم صمودهم وكسر حصارهم برا وجوا ، ويدافع عن شباب الامة جمعيا من خطر المخدرات شرقا .
منذ اول يوم للعدوان الاسرائيلي على غزة وجلالة الملك لم يهدأ دقيقة واحدة لوقف العدوان عنها ، فاشتبكنا مع العالم كله دبلوماسيا واستطعنا ان نغير بـ"الرأي العام"العالمي وما تعرض له من"حملة تضليل"روجت له ماكنة الاعلام الصهيونية ، واستطعنا ان نغير في "التوجهات الغربية "الداعمة للكيان المحتل وان نحشد ضد جرائهم وتكوين رأي عالمي يدين ويرفض ويدعو الى وقف العدوان والاهم وقف تزويد الاحتلال بالسلاح .
وما كانت الجهود والمعارك الدبلوماسية التي خضناها تشغل الملك عن التفكير بـ"كسر حصار" غزة والضفة الغربية ، فبدأ جلالة الملك بتوجيه "القوات المسلحة"و"الهيئة الخيرية الهاشمية" لارسال المساعدات الغذائية والعلاجية والمستشفيات وكل ما يلزم لصمود اهلنا هناك ،فبدأنا بـ"ارسال المساعدات"لرفح المصرية بهدف ايصالها لغزة وعندما تعطلت هناك ولم تدخل الى غزة بدأنا نفكر بطرق اخرى، فما هي؟
"التعطيل المتعمد" لادخال المساعدات لغزة عبر رفح المصرية ومع اصرارنا نحن على ادخالها ، دفع جلالة الملك الى ابتكار طريقة جديدة مكلفة وتحتاج لجهود جبارة وتكمن في "الانزالات الجوية"فوجه الجيش ودعا مختلف الدول للمشاركة ومساعدة الاردن للاستمرار بتنفيذها فكسرنا حصار غزة عنوة و"استبدلنا اصوات"
محركات طائرات القتل باصوات محركات طائراتنا وما تحمله من امل لاطفال ونساء غزة.
لم تتوقف هنا الافكار فضغطنا على كافة دول العالم لادخال المساعدات عبر حدودنا ونجحنا حتى هذه اللحظة لادخال الاف الشاحنات المحملة بكل ما يدعم صمود اهل غزة والضفة ، ولان المساعدات الانسانية ليست كل شيء يحتاجونه فامر جلالة الملك بانشاء "حملة الامل"لتركيب الاطراف الصناعية لمن فقد جزء من اطرافه خلال هذا العدوان ، وهاهو كذلك يستعد مستشفى النسائية والتوليد للالتحاق باكثر من مستشفى ميداني هناك لاجل مساعدة اكثر من 50 الف امرأة حامل في القطاع على الانجاب .
خلاصة القول ،الاهتمام الملكي بغزة ليس مجاملة لاحد وخوفا من تهجير او مما يتوهمه البعض بل هو اهتمام نابع من العروبة والقومية والانسانية الهاشمية ، ومن هنا لم يتوقف لحظة عن تقديم كل ما يمكنه ان يقدمه لهم رغم كل محاولات التشكيك والجحود من الحاقدين على الاردن واستقراره وقوته"ودوره المحوري" بالمنطقة والعالم ،وسيبقى مدافعا شرشا عن استقرار الاردن اقتصاديا وسياسيا وامنيا ، فالاردن القوي فزعة لفلسطين واهلها .