مدار الساعة - أرسل الاردني محمد الأخرس رسالة إلى ابنته وجاء فيها:
إلى حنين، الذكرى الثالثة لوجع الفراق (العاشر من أكتوبر، ٢٠٢١)
أهي حقاً ثلاث سنوات، أم ثلاثمئة، أو ربما أكثر!!
ثلاث سنوات مرت على قلبي وقلب والدتك كأنها دهر بحاله، كأنها حائط إسمنتي يجثم على أنفاسنا، يمنع عنا الماء والهواء، ويحرم جلودنا من ضوء الشمس، أي بنيتي، فبدونك لا طعم لشيء، فلا الماء بات ماءً ولا الفرح يعرف طريق الابتسام، ولا الدنيا عادت دنيا، ولا دروبنا تضحك لنا، أي بنيتي، والله إن الدنيا دونك محض قبر كئيب.
فأي وجع ذاك الذي يحز الروح من شمالها إلى جنوبها، أي وجع ذاك الذي يلازمني مذ فارقني طيفك يا حنين، يا لصق الفؤاد ووتينة أيامي وليالي ولحظاتي وساعاتي؟!!
أي حنين، أولا تودين أن تقولي لي شيئاً، ألم تشتاقي لي كما قتلني الشوق لك؟! قد هرمت أيامي بعدك يا حنين، وشاخت ليالي، واشتعل القلب شيباً وحزناً.
أي بنيتي، هي كلمات أبثها لطيفك، علها تخفف تلك النيران التي تستعرني كلما ذكرتك، وذلك الألم الذي يحتضن قلبي وأوردتي كلما دفعتني أشواقي نحو صورتك التي تتوسط حجرتك.
أي حنين، أي بنيتنت، في ذكرى رحيلك الثالثة، فقط أحببنا أنا ووالدتك أن تعلمي أن مكانك بيننا ما يزال شاغراً لا يملأه شيء، وأن غيابك لا تعوضه كل ابتسامات الكون، وأن فقدك قصيدة حزينة من ألف بيت وبيت، غزلتها وتغزلها أحزاننا كل ليلة، أي بنيتي، اشتقنا لك، ويعتصرنا حنيننا إليكِ يا حنين، فإلى لقاء في جنات الخلد إن شاء الله.
والدك ووالدتك