مدار الساعة - رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، اليوم الثلاثاء، انطلاق أعمال المنتدى السادس والثلاثين للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه بعنوان: "الميزان من أجل الانسان والأرض: التناغم مع رابطة المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية ".
وأكد سموه، في كلمة له، أهمية مشاريع المياه والطاقة والغذاء في قيادة المنطقة نحو التنمية المستدامة، مشيرا إلى ضرورة توجيه التقانة الحديثة للاستثمار في المياه والتركيز على السياسة المائية التي تعتمد على الاستشراف والاستباق والتعاون بين دول المنطقة.
وقال سموه إن التعاون هو المفتاح لرأب الصدع الكبير بين آسيا وأفريقيا، ويمكن أن تكون المشاريع المائية ذات الرؤيا بمثابة الجسر الرابط بينهما.
وجدد سموه الدعوة لإقامة مجلس اقتصادي اجتماعي في الإقليم ومن الإقليم يقوم بتعريف العالم باحتياجات المنطقة في ظل التحديات الإنمائية.
ولفت سموه إلى ضرورة معرفة المعلومات الدقيقة والمتعلقة بالمياه في المشرق، وذلك من خلال بناء نظام معرفي معلوماتي متصل وتفعيل مراكز البحوث المختلفة.
ونوه سموه إلى أهمية التركيز على التكامل المبني على الاحترام والتكافل والاعتراف بالهويات المتكاملة في المشرق، خصوصا وأن التحديات بأشكالها المختلفة تعد عابرة للحدود، مبينا أن ضمان الأمن المائي لا يمكن إلا بمعالجة التدهور البيئي واتباع نهج موحد لاستعادة النظم البيئية الحيوية.
واختتم سموه بالتأكيد على ضرورة التركيز على مفهوم الاستخلاف في الأرض لتعزيز المواطنة الحقة والمشاركة المسؤولة المعطاءة وتفويض وتمكين الانسان وإشراكه في التنمية والانتماء.
بدوره، قدم وزير الموارد المائية والري في جمهورية مصر العربية، الدكتور هاني سويلم، عرضا توضيحيا تحت عنوان: "استخدام مصادر المياه غير التقليدية في إنتاج الغذاء باستخدام الطاقة المتجددة"، وذلك في ضوء التحول من مرحلة التفكير إلى مرحلة التنفيذ لمفهوم ترابط المياه والغذاء والطاقة والنظام البيئي، في إطار السعي نحو تقليل الفجوة بين مصادر المياه المحدودة واستخدامات المياه المتزايدة في ظل النمو السكاني المتزايد.
وأشار إلى أهمية مشروعات التحلية باستخدام التقنيات المتطورة قليلة التكلفة مثل استخدام الأسمدة في تقليل الملوحة لتحلية مياه صالحة للزراعة، وذلك لخفض تكلفة الطاقة العالية في عمليات التحلية بطريق التناطح العكسي، موضحا أهمية إدخال عناصر أخرى لتقليل تكلفة التحلية مثل تعظيم الاستفادة من الملح ناتج المعالجة (Brine) واستخلاص عناصر يمكن استخدامها في الاستزراع السمكي مما يرفع من القيمة الاقتصادية لعملية التحلية من خلال تقليل تكلفة الانتاج.
من جانبه، قال ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة الدكتور أياد أبو مغلي إنه في العقود الأخيرة، أصبح من الواضح أن الاستهلاك غير المستدام للموارد الطبيعية قد أسهم بشكل كبير في التحديات البيئية التي نواجهها اليوم، والتهاون في استغلال هذه الموارد دون اعتبار لحقوق الأجيال القادمة أو للتوازن البيئي الذي وضعه الله، أدى إلى تفاقم ظواهر خطيرة مثل تغير المناخ، فقدان التنوع البيولوجي، والتلوث بجميع أشكاله.
وأضاف نحن في رحاب الشبكة الإسلامية لا بد من ربط مفهوم الترابط بين الماء والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية بما تم طرحه في وثيقة الميزان، حيث يتناول عهد الميزان مسألة الترابط من خلال إطار شامل يدمج المبادئ الأخلاقية الإسلامية مع استراتيجيات عملية للإدارة المستدامة: حيث يؤكد عهد الميزان على القيمة المقدسة للمياه ودورها الأساسي في استدامة الحياة.
وقال المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه الدكتور مروان الرقاد، إنه على مدى 36 عامًا، حولت الشبكة التحديات إلى فرص، ولكن اليوم المخاطر أصبحت أعلى من أي وقت مضى، وإن تغيُّر المناخ، وندرة المياه، ونقص الغذاء تهدد معايشنا وحياتنا. إذا لم نفعل شيئًا، سيعاني الملايين عبر المنطقة.
وبين أن الشبكة تؤمن بالحلول الشاملة، لهذا السبب جاء نهج "ترابطية المياه والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية في إطار قوي واحد. هذا النهج يُحدث تأثيرًا إيجابيًا متسلسلًا. والأهم من ذلك، أنه يُحوّل حياة الناس".
وحضر حفل انطلاق أعمال المنتدى وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود، فيما يشارك في المنتدى الذي تستمر فعالياته 3 أيام، 120مشارك من السفراء لدى المملكة وصانعي السياسات المائية والخبراء في المنطقة العربية والاسلامية من آسيا وأفريقيا.