مدار الساعة - كما هو معهود، فإن جلالة الملك عبدالله الثاني، كرّس الجزء الأكبر من جهوده واتصالاته لحمل القضية الفلسطينية إلى جميع المحافل الدولية، لاقتناعه بأنّ الهمّ الفلسطيني هو همٌّ أردني، وبأنّ قضية فلسطين هي قضية الشعب الأردني مثلما هي قضية الشعب الفلسطيني.
وأكد جلالته مرارا وتكرارا في جميع اتصالاته وجولاته، بأن مستقبل المنطقة واستقرارها وأمن شعوبها مرتبط بحلّ الدولتين الذي يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة على الأرض الفلسطينية.
ومع مرور العام الأول على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فإن مواقف العائلة الهاشمية والجهود الدولية لم تتوقف، إذ إن مواقف وجهود جلالة الملكة رانيا العبد الله وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، وسمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني، في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، أسهمت في كشف حجم المأساة التي يمرون بها.
ولا تزال الأولوية للعائلة الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني، ستبقى للدفاع عن الحق الفلسطيني، وتمهيد الطريق إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
- ولي العهد: متى يتحرك العالم؟ -
في 17 تشرين الأول 2023، هاتف نائب جلالة الملك، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، قائد قوة المستشفى الميداني الأردني غزة/76، اطمأن خلاله على طاقم البعثة الأردنية، البالغ وقتها 182 عضوا.
وخلال الاتصال، أكد سموّه أن العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على القطاع وإيقاف الخدمات ومنع إيصال المساعدات هو خرق للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأشرف ولي العهد في 20 تشرين الأول، على تجهيز طائرة أردنية تحمل مساعدات إنسانية ومواد إغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مؤكدا أن ما يقوم به الأردن تجاه فلسطين نابع من إيمان عميق وراسخ بالإخوة المبنية على أخلاقيات ومبادئ متجذرة.
وأضاف سموه أن مصير الشعب الفلسطيني أن يعيش على أرضه بسلام وينال حقوقه في دولته، مهما طالهم الظلم، محذرا من سياسة العقاب التي تنتهجها إسرائيل في حربها على غزة، وقال إن اتباع سياسة استهداف المدنيين الآمنين وحصارهم يخرق القانون الدولي.
وفي 15 تشرين الثاني، التقى ولي العهد طواقم الإنزال الجوي للمساعدات الطبية إلى موقع المستشفى الميداني الأردني في غزة، لتمكينه من مواصلة تقديم خدماته للأشقاء الفلسطينيين هناك، بغزة ويثني على جهودهم.
ووصل ولي العهد في 20 تشرين الثاني، إلى مدينة العريش المصرية، للإشراف على تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 لجنوبي قطاع غزة بسعة 41 سريرا، إذ وصل على متن طائرة عسكرية تحمل على متنها كوادر المستشفى ومعدات وأجهزة طبية.
ويأتي إرسال المستشفى، الذي سيقام بمدينة خان يونس، بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، استمرارا لجهود الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى ومصابي العدوان الإسرائيلي على غزة.
في 18 كانون الثاني 2024، التقى ولي العهد مرتبات المستشفى الميداني الأردني 76 العائدين من غزة، بعد استلام المستشفى الميداني غزة/ 77 مهامه.
ونقل سمو ولي العهد تحيات الملك، لمرتبات المستشفى واعتزازه بجهودهم التي بذلوها طوال الشهور الماضية، كما عبّر سموّه عن شكره للمرتبات لما قدموه من جهود إنسانية كبيرة بخاصة رفيقات السلاح، في ظل ما يشهده القطاع من عدوان، مؤكدا أن الأردن مستمر في دعم الأشقاء الفلسطينيين.
وخلال مقابلة تلفزيونية في 26 أيار مع قناة "العربية"، قال سموّه "من غير المعقول أن العالم أجمع ليس قادرا على وقف المأساة التي تحدث!" في غزة، مضيفا "جميعنا مصدومون من عجز العالم أن يوقف هذه المذبحة، والشعوب في منطقتنا فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي ومصداقيته وهم على حق".
وتساءل سموّه "ما هو الرقم الذي يجب أن نصل له ليتحرك العالم؟ هذه أرواح أناس وليست فقط أرقاما" مشددا على الأردن يعمل كل شيء ضمن قدرته لمساعدة الأشقاء في فلسطين، ومؤكدا على أن الأردن يخوض معركة دبلوماسية وسياسية منذ بداية الأزمة، وساعد بتغيير مواقف الكثير من الدول تجاه إسرائيل.
وأضاف "القضية الفلسطينية قضيتنا، وبالرغم من الكلف السياسية أو الاقتصادية التي ندفعها، سنستمر بالقيام بدورنا تجاه الشعب الفلسطيني، واليوم كل تركيزنا على غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية تقوم بتفجير الأوضاع في الضفة الغربية وتحاول جر المنطقة لحرب إقليمية".
وفي 28 آب، بحث سمو ولي العهد، التطورات في المنطقة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على هامش افتتاح المنتدى الدولي رفيع المستوى حول الشباب والسلام والأمن.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وخفض التصعيد الخطير بالمنطقة، وعلى ضرورة التصدي للانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
نفذت القوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي، إنزالا جويا، لمواد ومستلزمات طبية عاجلة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني/ غزة 76.
وفي 14 كانون الأول، رافقت سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني، التي تحمل رتبة ملازم أول/طيار في سلاح الجو الملكي، القوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي، في إنزال جوي، لمواد ومستلزمات طبية عاجلة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني.
وتمكن طاقم الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي، التي سيرت بتوجيهات ملكية سامية، من إنزال الصناديق التي تحوي مستلزمات طبية وعلاجية لاستمرارية وديمومة عمل المستشفى.
- دعم الملكة الدائم لجهود وقف الحرب –
في 24 تشرين الأول، عبرت جلالة الملكة رانيا العبد الله، عن صدمة وخيبة أمل العالم العربي من "المعايير المزدوجة الصارخة" في العالم، و"الصمت الذي صمّ الآذان" في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وقالت خلال مقابلة مباشرة على شبكة "سي إن إن"، إن الرواية الخبرية "أغلفت إبراز تلك القوة العظمى الإقليمية المسلحة نوويا التي تحتل وتضطهد وترتكب جرائم يومية موثقة ضد الفلسطينيين" مشددة على أن قواعد الاشتباك يجب أن تُطبق على الجميع، مشيرة إلى أن إسرائيل ترتكب أعمالاً وحشية تحت غطاء الدفاع عن النفس.
وفي 30 تشرين الأول، التقت جلالتها مع عدد من مسؤولي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، للحديث عن الأثر الكارثي على الأطفال جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي سيكون لها تداعيات سلبية طويلة المدى على حياة الأطفال والشباب لأجيال قادمة.
وفي 5 تشرين الثاني، نددت جلالتها خلال مقابلة مباشرة على شبكة "سي إن إن"، بـ "الوضع الإنساني الكارثي" في غزة، وحثت على دعوة جماعية لوقف إطلاق النار، وتساءلت "كم المزيد من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟ أم هل هذا أمر لاغٍ عندما يتعلق بالفلسطينيين؟".
وأضافت جلالتها "السبب الأساسي لهذا الصراع هو الاحتلال غير المشروع... انتهاكات روتينية لحقوق الإنسان، ومستوطنات غير قانونية، وتجاهل لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، إذا لم تتم معالجة هذه الأسباب الجوهرية، فيمكنك قتل المحارب، لكن لا يمكنك قتل القضية".
وفي اليوم التالي، التقت جلالتها في عمّان مسؤولين من منظمة أطباء بلا حدود، واستمعت منهم حول أوضاع الرعاية الصحية الكارثية والتحديات التي تواجه خدماتهم في قطاع غزة نتيجة الحرب ونقص المعدات والإمدادات الطبية مقابل ما يصل المستشفيات من إصابات.
وخلال اللقاء أعربت جلالة الملكة عن امتنانها لمنظمة أطباء بلا حدود والمنظمات التي تعطي حتى ولو قليلاً من الأمل في مثل هذه الأوضاع، مشددة على أهمية جميع الجهود التي تبذل من أجل المساعدة.
وفي 29 تشرين الثاني، زارت جلالة الملكة رانيا مرضى قادمين من غزة لتلقّي العلاج في مركز الحسين للسرطان، وهم أوّل دفعة من مرضى السرطان سيستقبلهم المركز الذي يواصَل بذل الجهود لإحضار أعداد أكبر ممن يكافحون السرطان في غزة.
واطمأنّت الملكة على صحة المرضى الأطفال من غزّة واستفسرت عن وضع وسلامة أهلهم، واستمعت من الكادر الطبي عن حالتهم الصحية والنفسية، وعن ما يقدم لهم من عناية وعلاج.
في 27 شباط، وظفت جلالة الملكة رانيا مشاركتها في قمة الويب في قطر للتأكيد على أن الواقع الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي نقل الحرب على غزة بتفاصيلها المرعبة ولحظاتها الدموية.
وأمام حشد كبير من الحضور قالت جلالتها "شاهدنا كيف انقلبت مساحاتنا على وسائط التواصل الاجتماعي وتحولت الصور الملونة التي كانت تعج بها حساباتنا إلى مشاهد أحادية اللون: أكفان بيضاء، أنقاض رمادية وشاشات بيضاء وسوداء تتوسطها تحذيرات من قسوة المحتوى".
وشددت جلالتها: "نحن بحاجة لوقف لإطلاق النار. وقف للدمار، وقف للنزوح.. ووقف للحرمان المتعمد. يجب على هذه الحرب أن تنتهي الآن. العرقلة المتعمدة لدخول المساعدات يجب أن تنتهي. وعلى الرهائن والمعتقلين من كلا الطرفين أن يعودوا إلى بيوتهم".
وأجرت جلالتها مجددا في 11 آذار، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قالت فيها إن ما يحدث في غزة اليوم هو أمر مشين وفظيع للغاية، ومتوقع حدوثه؛ لأنه كان متعمداً. والمجاعة التي يعيشها السكان هناك ليست كارثة طبيعية، لكنها كارثة من صنع إسرائيل.
وبينت جلالتها أنه وفي شمال غزة، الناس ليسوا على حافة المجاعة، بل في الواقع هم يموتون جوعا. ويبدأ الأمر بالأكثر ضعفاً: كبار السن، والجرحى، والأطفال. إننا نسمع عن أعداد متزايدة من الأطفال الذين يموتون نتيجة سوء التغذية الحاد والعطش، وإن لم تتغير الأمور، ستتزايد هذه الحالات في أنحاء القطاع.
وحول الإنزالات الجوية، أشارت جلالتها إلى ما قاله جلالة الملك عبدالله منذ البداية، بإنها غير كافية وليست بديلاً عن وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع. لذلك لا ينبغي على الدول استخدامها كمفر أو كذريعة لعدم القيام بما يجب القيام به، وهو تنفيذ وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وفتح جميع نقاط الوصول إلى غزة، وبالأخص الطرق البرية، وتبسيط عملية التفتيش، والتأكد من وصول آمن داخل غزة حتى يتم توزيع المساعدات.
وفي 27 آذار، التقت جلالتها بالرئيسة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية انجير اشنغ، واستمعت منها لشرح عن أوضاع الأطفال في غزة وما يتعرضون له من قتل وتشويه.
وبحث اللقاء سبل تخفيف آثار الحرب الدموية التي تدمر حياة الأطفال، وحث المجتمع الدولي على زيادة وصول المساعدات إلى قطاع غزة، مع الإصرار على ضرورة وقف فوري ونهائي لإطلاق النار، كما أكد اللقاء على ضرورة فتح المزيد من المعابر البرية لزيادة تدفق المساعدات.
وفي 3 أيار، دعت جلالة الملكة رانيا المجتمع الدولي إلى الضغط بشكل عاجل على إسرائيل لوقف العقاب الجماعي الذي يتعرض له أهل غزة، والكف عن انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت، خلال مقابلة لجلالتها مع على قناة MSNBC في نيويورك "عندما يُعتمد التجويع كسلاح حرب، فهذا عقاب جماعي، وهذه جريمة حرب. وعندما يتم تهجير سكان بأكملهم، فهذه جريمة حرب" مشيرة إلى أنه "من الواضح جداً أن إسرائيل ليس لديها مشكلة في استهداف المدنيين، وأنهم يستخفون بقيمة حياة الفلسطينيين".
وبعدها بيومين، أكدت جلالتها خلال مقابلة تلفزيونية على شبكة "سي بي إس" على أن فشل العالم بوقف الفظائع الإسرائيلية في غزة يشكل "سابقة خطيرة للغاية" لبقية العالم، وقالت حان الوقت أن يستخدم المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة نفوذه السياسي لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات.
وأضافت: "هناك شعور بالتطبيق الانتقائي للقانون الإنساني وشعور بالظلم، شعور بأن حياتنا ليس لها ذات القيمة، وهذا شيء أعتقد أنه بالتأكيد يتسبب بخسارة كبيرة لمصداقية الولايات المتحدة، كما أنه يتسبب في إعادة تفكيرنا لنظرتنا بالمنظومة العالمية".
وأكدت جلالتها" أن غزة الآن مثال على نموذج مصغر للفوضى العالمية الجديدة... وعن انهيار المعايير الدولية وعودة "البقاء للأقوى". وأعتقد أن ذلك خطير للغاية، ليس لمنطقتنا فحسب بل للعالم بأكمله".
وفي 7 أيار، أبرزت جلالة الملكة، الأثر الناجم عن الحرب الإسرائيلية على غزة عالميا، مشيرة إلى أن الحرب أظهرت شروخاً قديمة، وقسّمت الناس على خطوط جديدة للمواجهة؛ مما ساهم في زيادة الاستقطاب العالمي.
وشددت خلال مشاركتها في جلسة حوارية ضمن المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن في لوس أنجلوس، أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تحقيق الأمن في منطقتنا هي من خلال السلام؛ بحيث لا يحصل الفلسطينيون على وعود بإقامة دولة، بل على دولة فعلية، مضيفة أنه "لا يمكن أن يكون هناك إسرائيل آمنة طالما استمر ظلم شديد على حدودها".
وقالت فيما يخص الفلسطينيين، أعتقد أنه قد تم دفعهم إلى الهامش، حيث أصبحت معاناتهم غير ملحوظة تقريبا، وأصبحوا تقريبا شعبا يمكن أن يرتكب بحقه أي شيء دون عواقب. ولهذا السبب من المهم بالنسبة لنا أن نجد تلك الأرضية الوسطية.
وفي 7أيلول، أكدت جلالة الملكة على أن المعايير الغربية المزدوجة تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة ساهمت في "فقدان الثقة بقواعد ومعايير أخلاقية لطالما افترضنا أنها تحكم عالمنا" وحثت المجتمع الدولي على دعم القانون الإنساني الدولي.
وقالت خلال كلمة لجلالتها في الدورة الخمسين من منتدى أمبروسيتي في سيرنوبيو بإيطاليا، وقالت جلالتها "تستحق شعوب العالم نظاماً عالمياً يمكنها الوثوق فيه – خالٍ من التعصب والثغرات الأخلاقية والبقع العمياء".
وأضافت أن الغالبية "ينظرون إلى حرب إسرائيل على غزة، فيرون ازدواجية صارخة للمعايير... أو الأسوأ من ذلك: تخلٍ واضح عن أي معايير بالمُطلق" مشيرة إلى أن جميع سكان غزة تقريبا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويتضور الأطفال الفلسطينيون جوعاً. حيث تُعيق إسرائيل الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
وفي 22 أيلول، أكدت جلالتها خلال مشاركتها في القمة السنوية لعالم شاب واحد، في مدينة مونتريال بكندا، أن الممارسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وحربها على غزة لها تداعيات تطال المستقبل الذي ستتوارثه الأجيال، وحذرت من أن ذلك يجر العالم نحو حالة من الفوضى.
وحثت جلالتها الشباب على قراءة التاريخ، وخاطبتهم بالقول: "حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال الساحق. تعرفوا على روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم".
وأضافت: "في قطاع غزة، نشأ جيل بأكمله لا يعرف سوى القيود، بعد 17 عاماً من الحصار العسكري، و12 شهراً من الحصار شبه الكامل... نفدت مواردهم وقدرتهم على التحمل... ونفدت خياراتهم، كل ما تبقى هو خيارات مستحيلة ومشينة".
وفي 23 أيلول، دعت جلالة الملكة لحماية الأطفال الفلسطينيين، مشددة على أن "كل طفل يستحق أن يحظى بالحماية"، وذلك خلال كلمتها في فعالية رفيعة المستوى استضافتها منظمة إنقاذ الطفل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقالت، إن: "أسهل طريقة لتبرير إيذاء الأطفال هي تجريدهم من طفولتهم. إعطائهم صفات أكبر من عمرهم، شيطنتهم، وجمعهم معاً بعشرات الآلاف حتى يصبحوا مجرد كتلة واحدة بلا ملامح".
وأضافت: "من شبه المستحيل تجاهل صرخة طفل واحد يعاني من الألم. ومع ذلك، وفي هذه اللحظة، هناك جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين يصرخ للعالم طلباً للمساعدة. إلا أن البالغين اختاروا أن يغضوا الطرف، هذا ليس أمراً غير أخلاقي فقط، بل غير طبيعي أيضا".
وفي 25 أيلول، قالت جلالة الملكة، إن إسرائيل أصبحت أكثر جرأة لكسر المزيد من الحدود القانونية والأخلاقية، موضحة أن الإفلات من العقاب لا يصحح نفسه أبداً.
وأضافت خلال مقابلة على شبكة "إي بي سي نيوز" الأميركية: "ما نراه هنا يتجاوز التهاون. فعندما لا يكون الخط الأحمر خطاً أحمر حقاً، فإنه يصبح بمثابة ضوء أخضر ويصبح إذناً، والفلسطينيون يدفعون الثمن الأغلى مقابل هذا "الإذن" بكسر كل المعايير".
وبينت جلالتها: "هذه الحرب غير مسبوقة من حيث نطاقها ووحشيتها. لقد تم ضرب غزة، التي تبلغ مساحتها ثلث مساحة نيويورك، بكم من المتفجرات تفوق تلك التي ضربت بها دريسدن وهامبورغ ولندن مجتمعة طوال الحرب العالمية الثانية".
وقالت: "غزة تحطم كل الأرقام القياسية وبأسوأ الأشكال: أعلى معدل للجوع. أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف، وأعلى مستوى من الدمار في البنى التحتية المدنية".
المملكة