اطلعت على نتائج استطلاع الرأي العام الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية والذي نشرت نتائجه يوم الاحد (6-10-2024 م) .بعد قراءة دقيقة لنتائج الاستطلاع وهو متعدد الجوانب . كان تركيزي على معرفة حجم التأييد ( القدرة على تحمل المسؤولية في المرحلة القادمة ) لدولة الرئيس الدكتور جعفر حسان وفي ذات الوقت معرفة حجم المعارضة له من الناحية الجغرافية و العمرية و التعليمية و الوظيفية . ماذا كانت النتيجة ؟.
الرئيس يتمتع بتأييد متوسط في المحافظات الأردنية ( 57%) . وفي تفصيل أكثر من الناحية الجغرافية فقد كانت نتيجة الدعم أو التأييد أو التفائل هي ( 50%) فأعلى في إحدى عشرة محافظات من أصل اثنتا عشرة محافظة . أما من الناحية التعليمية فكانت النتيجة طردية بمعنى أنه كلما ارتفعت درجة التعليم كانت نسبة التأييد للرئيس في ارتفاع مستمر . أما عمريا فكانت الفئة الأكثر تأييد للرئيس هي الفئة العمرية ( 35-44 سنة ) . ووظيفيا فكانت نسبة تأييد الرئيس أعلى ما تكون لدى كبار رجال و نساء الدولة . مع توقع أن علاقة ( 64%) من أعضاء مجلس النواب الحالي مع الرئيس وحكومته هي ما بين التعاون أو العلاقة الطبيعية .في المقابل فإن الخلفيات الاجتماعية والعمرية والوظيفية التي هي غير متفائله بقدرة الرئيس على تحمل المسؤولية في المرحلة القادمة فهي أوضح ما تكون من الناحية الجغرافية في معان (49٪) و عمريا في الفئة العمرية ( 18-35سنة ) وتعليميا فهي لدى الأقل تعليما و سياسيا أو وظيفيا فهي أعلى ما تكون في مجلس النواب ( 21%) من الذين يذهبون باتجاه علاقة خلافية مع الرئيس و حكومته .
كيف يمكن تفسير النتائج أعلاه . الجواب سهل وهو أن الفئات التالية المؤدية للرئيس أو التي هي متفائله به و هي( كبار رجال و نساء الدولة وكذلك الاعلى الفئات الاعلى تعليميا و الفئة العمرية ( 35-44 سنة )) هم الأقل معاناة اقتصادية . يعزز ذاك أن غالبية أفراد العينة ( 88%) قالوا إن أبرز التحديات و المشاكل التي يواجهونها هي مشاكل اقتصادية بحسب الجدول المنشور في الاستطلاع حول أبرز التحديات التي يعانون منها . وفي ظني لو أن الاستطلاع شمل وجود جدول يعيد التأييد للرئيس أو التفائل به إلى مقدار الدخل الشهري لأفراد عينة الاستطلاع لوجدنا أن التأييد سيكون منحصرا لدى مرتفعي الدخل الشهري وهو أقل ما يكون لدى ذوي الدخل المحدود و خاصة الشباب من أعمار ( 18-35سنة).
اخيرا . الاستطلاع مهم . لكن الأهم . هو كيف نقرأ نتائج الاستطلاع لمعرفة حجم وخلفيات التأييد أو المعارضة للرئيس الجديد. ليكون السؤال المفيد اليوم . ما هو المطلوب من دولة الرئيس لزيادة حجم المؤمنين بقدرته على تحمل المسؤولية في المرحلة الحالية . والإجابة سهلة لكنها صعبة و هي بشكل أساسي عبر العمل المستمر طيلة بقاء الحكومة على توفير المزيد من الحلول الإبداعية التي تساهم في تخفيض المعاناة الاقتصادية و خاصة لدى فئة الشباب من الفئة العمرية ( ١٨-٣٥سنة ). أما الوسائل الأخرى التي تصب في رفع شعبية الرئيس فهي التي تخص أعضاء الفريق الوزاري كما ورد في نتائج الاستطلاع وهذه فالحديث بها وعنها مؤجل إلى ما بعد حصول الحكومة على ثقة مجلس النواب و الموافقة على الموازنة .