أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الرواشدة يكتب: ‏نريد نقاشاً عاماً؟ الأردن هو العنوان


حسين الرواشدة

الرواشدة يكتب: ‏نريد نقاشاً عاماً؟ الأردن هو العنوان

مدار الساعة ـ
من حق الأردنيين أن يشعروا بالقلق على بلدهم، المنطقة تغلي على حرب يبدو أنها طويلة، كما أن التصفيات والصفقات المتوقعة، فيما بعد الحرب، لتقاسم مناطق النفوذ ، ، لها أثمان ٌسياسية واستحقاقات خطيرة ، ما يجب أن نفعله هو أن نتوافق ،جميعا، على أننا نقع في دائرة "الاستهداف" ، وأن امتحان الوطنية الحقّة التي ترفض الوصيات والمزايدات من أي طرف على أي طرف آخر ، عنوانه -في هذا التوقيت بالذات - هو الأردن لا غير ؛ بمقدار ما نقف مع الدولة الأردنية ونعتز بهويتها، وندافع عن وجودها وحدودها ومصالحها ، يكون نجاحنا في هذا الامتحان ، والعكس صحيح تماما.
هذه ليست دعوة اعتراف أو احتفاء ب"سايكس بيكو " ، ولا انكفاء على الذات ، ولا وصفة عنصرية أو قطرية، أو تنازل عن واجب ديني أو عروبي، أو عن مصير مشترك ، أو تخاذل عن نصرة الأشقاء ، أبدا ..نحن دولة لها تاريخ يشهد على رسالتها ومرجعياتها التي استندت إلى المشروع العربي الكبير، ولها شهداء عطروا بدمائهم ثرى المشرق العربي كله، ولنا - وما يزال - مواقف يشهد عليها الصادقون في غزة وفي أنحاء فلسطين ، دعونا -إذًا- من أيدولوجية التشكيك والهمس واللمز ، ومن شعارات (لبّيك ) التي نخجل من التعليق عليها، دعونا -أيضا - من ( عاهدناك) التي لا يليق أن ترتبط الا بشهدائنا ورموزنا الوطنية.
نريد نقاش عاما ، بعيدا عن الثنائيات القاتلة ، وعن الشحن والتحشيد، نقاشا ننضبط فيه تحت عنوان الدولة الأردنية ، لا بأس، هذا هو المطلوب ، لكن قبل ذلك لابد أن نتصارح بما نحتاجه ليكون هذا النقاش جادا ومثمرا ؛ الحرب أولا يجب أن تكون قضية وطنية جامعة، نتوحد عليها لحماية بلدنا منها ، ونؤجل خلافاتنا حول كل الأطراف الأخرى التي تتداخل فيها ، عدونا الأول الكيان المحتل ، الهوية الأردنية يجب أن تكون محصنة من العبث ، الرموز الأردنية ، وفي مقدمتها العلم الأردني (لا الرايات الملونة) ، ثم المؤسسات ، وفي مقدمتها العرش والجيش ، يجب أن تكون مقدسات وطنية ، فرق كبير بين حرية التفكير والتعبير التي نريدها جميعا ، وبين أيديولوجية الإساءة وفرض الوصايات والأجندات التي تريد أن تخطف الشارع ، وتُحوّل المجتمع إلى اتباع مطيعين ، أو تحكم على الآخرين بالكفر السياسي والوطني.
تقولون : نريد من الأردن أن يقف مع المقاومة والقضية الفلسطينية ، وترفعون شعار دعم المقاومة وحماية الوطن ( لاحظ ترتيب الأولويات) نحن ، الأردنيين ، أول من دعم وأول من دفع الثمن، لكننا لا يمكن أن نغمض عيوننا على الحدود ، كما تطالبون، هذه وصفة للوقوع في " الفخ" الذي يريده لنا أعداؤنا المحتلون، لا يمكن ،أيضا، أن نفك التزاماتنا الدولية ونلغي معاهدتنا في هذه اللحظة، لأننا سنخذل صمود اشقائنا، ونحرق أوراقنا السياسية قبل أوان استخدامها، نعم ، نحترم كل من يقاوم على أرضه ونقدر صمودهم وتضحياتهم ، لكننا في دولة وليس تنظيم مقاومة ، لدينا حساباتنا وسيادتنا ، إمكانياتنا وخياراتنا، هذه كلها تقررها الدولة الأردنية ، وليس أي طرف آخر.
مدار الساعة ـ