على ما يبدو ان «سياسة الحكومة» الحالية تقوم على هجرة «المكاتب» باتجاه الميدان لتلمس احتياجات المواطن ومعالجة الاختلالات والمعيقات التي تقف امام تقديم الخدمات له، فالميدان هو «الفيصل» في الحكم على اداء الوزراء ووزاراتهم، فهل تستمر هذه السياسة ام انها نشوة البدايات؟.
واعتقد جازما بان النزول للميدان والتواجد بين «المواطنين والمراجعين» سيكون اساس عمل هذه الحكومة لمعرفتي بمدى عشق الرئيس نفسه للعمل الميداني وعدم الجلوس خلف المكاتب، لانه يعي تماما بان التواجد هذا هو بداية الحل للمشكلات والتعقيدات التي تقف امام تقديم خدمات أفضل لهم وبجودة تليق بالمواطن سواء تعليم وصحة وخدمات عامة وبمختلف القطاعات.
المتتبع لنشاطات الوزراء بمن فيهم الرئيس نفسه، سيجد ان اخبارهم اصبح محورها الميدان والزيارات الميدانية وتفقد المنشآت الخدمية التي تهم المواطنين والمراجعين، وكانهم يرسلون برسالة مفادها ان المكاتب لم تعد مكانا للواسطة او المحسوبية او الشكوى فنحن سنذهب الى مكان المشكلة بانفسنا ونعالجها او نعظم من ايجابيات الخدمات المقدمة حسب الاصول.
الرئيس جعفر حسان يعي تماما ايضا ان التعليم والصحة هما اساس تقدم اي دولة واكثر ما يحتاجه المواطنون بقطاع الخدمات، لهذا بدأ وبشكل مفاجئ بزيارة المستشفيات والمدارس بالمناطق النائية كما الاغوار والبادية، مع تركيزه على ملفات هامة كتسهيل الخدمات امام المستثمرين بمختلف المناطق لتوفير فرص العمل واحداث تنمية مستدامة تنعكس على الجميع.
الدليل على عشق الرئيس الحالي للعمل الميداني انه ابقى على 14 وزيرا من الحكومة السابقة عرفوا بعشقهم للميدان ومنهم «وزير الاشغال» المهندس ماهر ابو السمن الذي كان يعتذر لزوار مكتبه بعبارة مشغول بخدمتكم وحل مشاكلكم ونلتقي بالميدان، وكذلك وزير الزراعة خالد حنيفات الذي يجوب الاردن شمالا وجنوبا ويضع يده على اوجاع المزارعين ويعالجها، ووزير الطاقة صالح الخرابشة الذي ينكش وفريقه الارض بحثا عن حلمنا بالطاقة والاكتفاء الذاتي منها بالاضافة الى بقية الطاقم الوزاري.
ان اكثر ما يطلبه المواطن من اي حكومة يكمن بتقديم الخدمات بجودة عالية بعيدا عن «الواسطة والمحسوبية» بالاضافة لتلمس همومه، وهذا ما تسعى الحكومة لتأطيره وتأسيسه بسياسة عملها استجابة للتوجيهات الملكية التي تركز على ضرورة تواجد الوزراء والمسؤولين بالميدان لمعالجة التحديات والمعيقات والمشاكل بشكل مباشر دون تأخير ليلمس المواطنون التغيير الايجابي في كل ما تقدمه الدولة من خدمات.
خلاصة القول، الايام وحدها ستثبت بان النزول للميدان و«هجرة المكاتب» هو نهج عمل الحكومة الحالية وسياستها، والاهم ما سيلمسه المواطن من تحسن ملحوظ بالخدمات والاجراءات وسرعتها بالتنفيذ، وكذلك جودة الخدمات للمستثمرين بعيدا عن البيروقراطية «للمستثمرين» الذين تسعى الحكومة لجذبهم لمواجهة البطالة وتحقيق التنمية المستدامة بمختلف المحافظات والمناطق.