وتأتي الضربة الإيرانية بمختلف أنواع الصواريخ البالستية كرد فعل انتقامي على مقتل اسماعيل هنية وحسن نصرالله ونائب قائد الحرس الثوري في لبنان الذي قتل في اجتماع الضاحية الجنوبية ودعم وإسناد إلى حزب الله وحماس.
إيران مارست سياسة المراوغة والتكتيك الاستراتيجي من أعلى المستويات، فقد استمع العالم إلى خطاب رئيس الجمهورية الإيرانية مسعود بزيشكيان في الأمم المتحدة الذي أكد حرص بلادة على عدم توسع دائرة الحرب بالمنطقة، إضافة إلى تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين في هذا الاتجاه، رغم قناعتنا أن إدارة الحرب بيد المرشد خامنئي وقوات الحرس الثوري .
توقيت تنفيذ الضربة في هذه الظروف، في ظل تصاعد الحرب بين اسرائيل وحزب الله، من المتوقع أن تساهم في زيادة حدة التوتر بالمنطقة ، وارتفاع مستوى التصعيد على كافة الجبهات المنخرطة بالحرب بما يعرف في محور المقاومة.
وفي الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي جهوده لاحتواء الصراع وعدم تمدد رقعته تجنبا إلى الانزلاق إلى حرب اقليمية تكون كارثية على المنطقة .
اما استخدام الأجواء الأردنية يشكل اعتداء على السيادة الوطنية الأردنية، وسيادة الأجواء مثل سيادة الارض، وعبور هذا الكم الهائل من الصواريخ شكل خطر جسيم على الاردن وأمنه الوطني .
وقد أدى سقوط بعض الصواريخ إلى إلحاق إصابات بعدد من أبناء الاردن واضرار عامة ، والاردن من حقة الشرعي أن يمنع أية عمليات اختراق أو اعتداء على سيادة الأجواء الأردنية .
ورغم أن بإمكان إيران توجيه هذه الصواريخ عبر الأجواء اللبنانية والسورية ، إلا أنها تسعى إلى إحراج الموقف الأردني .
والاردن الرسمي لا يتوانى في الدفاع عن سيادته الوطنية والمحافظة على مصالحة الوطنية والإقليمية.
اما بخصوص رد الفعل الاسرائيلي، نحن نتوقع أن تكون هناك ضربة اسرائيلية واسعة النطاق لاستهداف منصات إطلاق الصواريخ وقيادات السيطرة والتحكم ومحطات الطاقة النووية كرد فعل انتقامي اسرائيلي في القريب العاجل ، إضافة إلى ذلك يرجح أن توسع اسرائيل خططها العسكرية تجاه لبنان وبدل من حملة عسكرية محدودة النطاق ستصبح شاملة وأكثر دموية ودمار .
ونتيجة لهذه المعطيات ، وردود الفعل المتبادلة بين أطراف الصراع ، دخلت إيران بصورة مباشرة طرفا رئيسيا بالحرب وبالتالي ، نسف جميع الجهود الإقليمية والدولية الساعية إلى وقف الحرب والتوصل إلى تفاهمات مع أطراف الصراع والدفع باتجاه حرب شاملة على حساب شعوب ومصالح وأمن المنطقة العربية .
