في فترة ما توسعنا في توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع اي دولة كانت.
صحيح ان اتفاقيات التجارة الحرة والشراكة فيها خدمة لصادراتنا الوطنية واوصلتها الى اكثر من ١٠٠ سوق حول العالم لكن الصحيح ايضا ان كثيرا من هذه الاتفاقيات كانت خاسرة ومجحفة وظالمة.
لا نفهم معنى حماس بعض المسؤولين للدخول في اتفاقيات تجارة حرة وإعفاءات جمركية متبادلة بين أطراف غير متكافئة، فتكون الفائدة منها تذهب لجانب واحد وهو القوي والخسارة من نصيب الجانب الضعيف، والنتيجة اغراق السوق بمئات السلع التي تنافس المنتجات الوطنية لا بل تتمتع بميزات وضرائب افضل.
الاتفاقيات التي لا تحقق التكافؤ ولا العدالة غير مرغوب بها.
كنا اقترحنا ان يضاف الى اتفاقية تجارة حرة مع اقتصاد قوي ان تجلب هذه الاتفاقيات تكنولوجيا صناعية يمتلكها هذا الطرف وان تنشئ في الاردن صناعات لها تنطلق منه الى دول واسواق اخرى.
الخلل ينطبق على اتفاقات تجارة حرة بين الأردن وعدة جهات تفوق الاردن حجما واقتصادا وصناعة وتكاليف وجودة والغريب ان الاردن هو من سعى اليها مع أنه الطرف الخاسر فيها.
اتفاقيات تجارة حرة مع أميركا والاتحاد الأوروبي وغيرها من الاقتصادات القوية لا تضعف الميزان التجاري فحسب بل انها تتضمن اشتراطات تحد من المنافسة ولا تقبل بها سواء من المنتجات الوطنية او من منتجات دول غيرها منافسة لها في اسواق اخرى.
اقتصاد ضعيف مثل الاقتصاد الاردني لا يجب ان يكون طرفا في حروب تجارية في وسط اقوياء فهو بلا شك خاسر.
في بعض اتفاقيات التجارة الحرة تصل مستوردات الأردن إلى اكثر من ٢٠ ضعف صادرات الأردن الى البلد الاخر.
خذ مثلا شيئا على ذلك عندما تحرمنا اتفاقية الشراكة مع اوروبا من تصدير منتجات زراعية ولحوم وغيرها من السلع التي ينتجها الاردن وبدلا من ذلك تضمن قوائم السلع المسموح بها اصنافا لا ينتجها الاردن ولن ينتجها في اي وقت !.
المنافسة هنا غير متكافئة، لا هي معدومة مع تفاوت التكاليف والدعم والجودة وشروط اخرى لا نفهمها.
qadmaniisam@yahoo.com