مدار الساعة - عودة الدولة - جاءت انطلاقة وزير الشباب المهندس يزن الشديفات قوية منذ مباشرة مهامه لتشكل عناوين التفاؤل لدى الوسط الرياضي.
واختصر الشديفات ملف التهاني بالمنصب الجديد في خطوة تعكس جدية العمل ومتابعة الأمور من الميدان وليس المكاتب.
وسجل الوزير، الهدف العاجل في شباك المنشآت الرياضية، عندما قرر بسرعة قصوى تشكيل لجنة تحقق من الخبراء لمعرفة أسباب عدم اعتماد ستاد الحسن من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لخوض مباريات فريق الحسين البيتية في دوري أبطال القارة، الأمر الذي أغضب سكان محافظة إربد وأنصار النادي على وجه التحديد لحرمانهم من مشاهدة فريقهم في عروس الشمال.
واللافت للنظر أن وزير الشباب يسابق الزمن في رحلة البحث عن الأسباب، إذ حمل الكتاب الموجه لأعضاء اللجنة المشكلة يوم ٢٥ أيلول الحالي، مصطلح طلب تقديم التقرير المفصل عن الموضوع خلال أسبوع من تاريخه، وتلك تأكيدات أن إنجاز العمل يتطلب تفعيل نطاق اللجان والتشاركية واختصار الوقت.
وبالمناسبة إياها، تلك ليست المرة الأولى التي يرفض الاتحاد الآسيوي اعتماد ستاد الحسن، فقد تكرر ذلك عام ٢٠١٥ عندما كان المنتخب الوطني يتأهب لمواجهة قيرغيزستان بالتصفيات المونديالية المزدوجة، قبل أن تحمل تقارير المراقبين حينها عديد السلبيات ليتم نقلها إلى ستاد عمان، رغم تحضيرات الجماهير لمشاهدة نجوم النشامى في إربد، واليوم ذات الحدث المشابه بعد تسع سنوات يؤكد أهمية العلاج المناسب والابتعاد عن أدوية "المسكنات".
ويمضي وزير الشباب لمباشرة مشروع التحديث بطاقة إيجابية، لدى لقاء مدراء المدن الرياضية ومدراء مديريات الشباب في المحافظات، ليشدد على أهمية الاستثمار الأمثل للموارد، وتعزيز الشراكة مع المجتمعات المحلية وإشراك الشباب في تطوير البرامج التي تنفذها المراكز الشبابية، لافتاً إلى أنه سيتم متابعة الإنجاز وفق مؤشرات أداء ربعية.
وطالب الشديفات إجراء انتخابات الهيئات الإدارية للمراكز الشبابية والتي تسهم في تمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار ووضع الخطط والبرامج وفق أولويات الشباب وتطلعاتهم واحتياجاتهم على حد وصفه.
واعتبر الشديفات أن أولوية عمل الوزارة خلال المرحلة القادمة تتمثل في ترجمة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف السامي للحكومة نحو الشباب في النهوض بهم وتسخير طاقاتهم في البناء والتطوير وتعزيز دور المراكز الشبابية والريادية، وتطوير البرامج المقدمة للشباب بذات الأولوية الوطنية كالتطوع والتغير المناخي، والمشاركة السياسية والاقتصادية، إلى جانب تفعيل برامج الحركة الكشفية في الوزارة، والملتقيات الريادية، وتوطين المبادرات الشبابية الهادفة ذات الأثر المجتمعي المستدام.
ولفت النظر إلى توحيد الجهود الشبابية وتعزيز الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص وتفعيل الرقابة الوقائية، واستطرد في ذات السياق، على أن الوزارة بكافة منشآتها مفتوحة للشباب الأردني.
وبحسب متابعة "الرأي"، كشفت أيام قليلة فقط لا غير عن معدن أصيل متمثل بوزير الشباب يخاطب الجميع بروح الفريق الواحد، وتلك ستجعل المهمة أسهل على الشديفات رغم الملفات الثقيلة والظروف الاقتصادية المحيطة.
وبالتوازي مع التيار الذي يمثل شريحة واسعة من المجتمع، بالتأكيد سيتجه وزير الشباب لتسخير خبراته في هذا المجال، مستمداً ذلك من تسلسل سيرته الذاتية وتواجده على مدار سنوات كناشط في العمل الشبابي والتطوعي وعضويته في جمعيات الصداقة ومساهماته بمحطات التأسيس للهيئات الشبابية، وانتخابه عضواً في مجلس النواب التاسع عشر ليتواجد بذات التوقيت بالمكتب الدائم تحت قبة البرلمان، ليرتحل من السلطة التشريعية إلى التنفيذية وفي قلبه الكثير من البرامج والدور المنوط به للتنفيذ على أرض الواقع.
ما وراء التفاصيل، ستكون طاولة وزير الشباب مليئة بوجع الأندية ومعاناة الوسط الرياضي الشبابي، ويبدو أنه سيتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه دون كلل أو ملل، وهو ما سرده مقربون من الشديفات داخل مدينة منشية بني حسن حيث يقطن، بأنه يعشق روح التحدي لتحقيق النجاح ويمتاز بالحسابات الدقيقة لأي قرار يتخذه تحت مبدأ "الطبخ على نار هادئة"، ويملك الصراحة في الحوار ويتقبل الرأي الأخر، ويتحمل النقاشاتالساخنة.