غريب امرهم فعلا فهم «يتضامنون» مع الجميع ويؤيدون الجميع باستثناء المصلحة العامة لوطنهم، فكل ما دق الكوز بالجرة نجدهم في «وسط البلد» يتبعون «البكم الازرق» ويرددون وراءه «هتافات انهزامية» لا تليق بالاردن القوي، كما انهم يعطلون التجارة ويسيئون لسمعة الوطن واستقرارة، فمن هم وبماذا يهتفون؟!.
للاسف كلما تضرب منطقة في الاقليم يهتفون بان الدور سيأتي على عمان بعدها وكأننا «قصيرو حربة» ومستباحون ولسنا اقوياء وضعيفين ولا نمتلك جيشا وشعبا قويا وعقيدة ومبادئ نتمسك بها، ويريدون ارضاع الاطفال من الذين يسطحبونهم ويسمعونهم بأننا دولة ضعيفة تابعة لاحول لها ولا قوة وتقف بـ"طابور» الرضوخ والهزيمة، وهذا ليس صحيحا، فالاردن قوي عميق له جيش ما اختبر مرة الا وانتصر.
نحن دولة «عميقة وقوية» ولسنا مليشا ولا حزبا او تنظيما ولا نتعامل الا مع دول ذات سيادة مثلنا، وهنا سوف اسألهم لماذا انهزمت كل الدول امام الارهاب وصمدنا نحن ولماذا يعيش الاردن هذا الاستقرار دون غيرة من الدول، وكيف استطعنا ان نبعد الشر وويلات الفتن عن شعبنا الاردني، وكيف استطعنا ان نكسر حصار غزة وان نوصل لها المساعدات رغماً عن العدو.
البعض اصبح يستخدم الاجواء الديمقراطية التي توفرها الدولة لهم بما يسيء للدولة وسمعتها ويعكس صورة غير ايجابية وسلبية عن استقرار المملكة امام السياحة العربية والاجنبية، وكمن يقول للعالم لا تأتون للاردن لأنه يعيش حالة حرب واضطرابات، وهنا اسأل: الى متى سنسمح لهؤلاء بالافتراء على الوطن بحجة الدفاع عن الغير خوفا من ان «يأتي الدور علينا» وكأننا وكالة بلا بواب ودولة هشة بلا شرعية على الهامش بالمنطقة.
الاردن اليوم يخوض معركة دبلوماسية شرسة بالدفاع عن فلسطين، كان آخرها خطاب الملك الذي زلزل كل العالم ليوقظ ضميرة الانساني، وكما انه يعمل على ارسال المساعدات لغزة «جوا وبرا"ويدافع بشراسة عن اهالي الضفة الغربية ويدعم صمودهم، الا انه ايضا يدافع ويقاوم كافة «التحديات » والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن الاضطرابات في الاقليم، ولهذا تضاهراتكم لا تتجاوز مرحلة المجاملة للغير على حساب الوطن.
خلاصة القول، اعيدوا «البكم الازرق» الى كراجة فوجودة ضد الوطن وطعنة في خاصرة اقتصاده، وعندما يأتي علينا الدور سنستصرخكم لتدافعوا عن الوطن إذا عجز الجيش عن القيام بهذه المهمة «وهو غير عاجز»، وصدقوني لن نحتاج اياً منكم!! فلدينا جيش عربي يُحسب له حساب في الاقليم والعالم لا بسبب الأسلحة فقط، بل لعقيدة ابنائه القتالية التي يحملها الأردني من كل مناطق المملكة ومختلف أطياف المجتمع الأردني، ولهذا ارحموا الوطن من عبثكم ومجاملاتكم على حساب وطننا واقتصادنا.