أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية شهادة جاهات واعراس مناسبات الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

'التظاهر' بوسط البلد.. والأهداف المشبوهة؟


علاء القرالة

'التظاهر' بوسط البلد.. والأهداف المشبوهة؟

مدار الساعة (الرأي) ـ
لا اعرف لماذا يصرّ البعض على اختيار الاماكن التجارية والسياحية بتظاهراتهم التي لا تغني ولا تسمن من جوع سوى انها تعطل التجارة وتحرم التجار من اوقات ذروتهم وتسيء بشكل مقصود، وتعكس صورة عدم استقرار في المملكة، فهل اصبحت الاماكن التجارية والسكنية ملاذاً للاستعراض، ام تحرشاً بالقانون؟
للاسف مازال بعض من الاستعراضيين وعشاق إمساك المايكروفونات والصعود على "صناديق البكبات" من بعض التيارات السياسية يصرون على فصل الموقف "الرسمي عن الشعبي" باعتبار انهم هم وحدهم فقط من يقلق بشأن فلسطين ومستقبل الاردن، بينما نحن جميعا نوضع بزاوية الخيانة بمن فيهم "التجار ومرتادو البلد" لاجل السياحة في حال الاحتجاج، مصطحبين معهم النساء واطفالهن ليكرروا وراءهم شعارات بالية.
انا شخصياً لا افسر استمرار التظاهر بمناطق "تجارية مزدحمة" والاماكن السكنية المأهولة بالسكان الا انها نوع من انواع الاستفزاز للامن والتجار والسكان وتحرش بالقانون والا كيف تفسر وجود "الاطفال والنساء" في التظاهرات، ولماذا يكررونها "ليلا ونهارا" وفي كل يوم جمعة او يوميا بعد العشاء وهي الفترة التي تعتبر ذروة الحركة التجارية بالبلد، والاهم لماذا البلد تحديدا دون غيرها من المناطق؟
ادرك تماما اننا في دولة فيها حرية التعبير مكفولة ومصونة بالدستور، غير ان على "وزارة الداخلية"ان تراعي عند السماح لأحد بالتظاهر "حرية الآخرين" التي تنتهي عندها حريات مدّعيها لغايات التظاهر وينكرونها على السوشال ميديا وفي خطاباتهم الرنانة، فاصبحوا اصحاب "الصوت العالي" مستغلين التعاطف مع غزة رسميا وشعبيا في تمرير خزعبلاتهم وهرطقاتهم الفارغة.
الجميع يعلم ان التجار بوسط البلد ومنذ أحداث غزة وهم يعانون تراجع الحركة التجارية وانخفاض المبيعات لدرجة ان بعضهم اصبح لا يستفتح بحسب احد التجار هناك، فهم من ناحية "يعانون" تراجع الحركة السياحية، ومن ناحية اخرى تراجع "اقبال المواطنين" على التسوق من منطقة وسط البلد تجنبا لحالة الازدحام التي تتسبب بها التظاهرات التي لا تتجاوز الا كونها استعراضا ومزاودة على الموقف الشعبي والرسمي.
خلاصة القول، على وزارة الداخلية ان تخصص اماكن للتظاهرات خارج نطاق المناطق التجارية المزدحمة التي تعتبر مقصدا للمستهلك المحلي والسياحة العربية والاجنبية، أما ان تسمح بابقاء الحال على ما هو عليه فهي بذلك تعطي الحرية لطرف على حساب حريات الآخرين وارزاقهم، فلا احد يمنع احداً من التظاهر والتعبير السلمي باماكن مخصصة لا ضرر ولا ضرار فيها.
مدار الساعة (الرأي) ـ