استوقفني خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعيين . ومن وجهة نظر تحليلية وشخصية غير مبنية على توجهات أو توجيهات أحببت أن أشارك وجهات نظري في هذا المقال .
أعتقد أن الخطاب كان نقدا واضحا للامم المتحده في ظل أداءها الضعيف وعدم قدرتها على تنفيذ قراراتها . بل إن الخطاب كان بمثابة دعوه إلى إعادة التقييم لتركيبة الأمم المتحده وبنيتها كي لا تستطيع قوه -أيا كانت- تعطيل أو منع إصدار قراراتها .
جلالة الملك واستمرارا لإيمانه العميق بالسلام العادل وحق الجميع في الحياة إبتداءا"من كتابه "فرصتنا الأخيره " ومرورا" بكل خطاباتة في الأمم المتحدة يحاول أن يقرع جرس الانذار في هذا العالم بأن التطرف الفكري إذا ما إستمر وسمح له بذلك سيؤدي الى حرب عالمية شاملة قد تكون خلالها أو بعدها حياة البشر على المحك .
الاردن ممثلا بجلالة الملك عمل كوزارة خارجيه للقضية الفلسطينية من خلال طرح وجهات نظر مقنعة لدول العالم وتقوي الموقف الفلسطيني . وبالتأكيد ذلك لم يكن ممكنا لولا وجود فهم عميق لهذا الصراع وجذوره ومراحل تطوره .
من ناحيه استراتيجية لابد ان يكون واضحا بان الصراع القائم ليس صراعا عسكريا فحسب بل هو سياسي من خلال حشد الدعم الدولي وهنا اعتقد ان الاردن يطبق " اظهر قوتك حتى لاتضطر الى استخدامها " فهو يدافع بكل قوه سياسيا ضد الكيان الصهيوني ويعريه امام المجتمع الدولي ليتجنب دخول صراع عسكري معه وليجبره على وقف حربه على غزة والضفة الغربية ولبنان .
كما أعتقد أن المطلوب منا كأردنيين وبجميع أطيافنا وتوجهاتنا دعم الملك من خلال بيانات ومسيرات تؤيد كل ما جاء بخطابه وترسل رساله للعدو بان الاردن لن يكون وطنا بديلا ولن يكون مستسلما أبدا وسيدافع بكل امكاناته عن خيارته وعن ترابه .
لقد كان خطاب جلالة الملك قويا ومثل صوت الضمير الحي وصوت الشرفاء في هذا العالم ضد قوى الشر والاستكبار . واعتقد انه يمثل دعوه الى الفرصه الأخيره لقوى العالم الكبرى لتجنب صراع عالمي شامل لن ينتهي الا بفرض واقع جديد على جثث الملايين من الابرياء .