يُعد خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأقوى والأوضح والأكثر تشخيصاً وهو حجر الأساس في الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، والذي قدّم فيه 16 حقيقة بخصوص ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وهمجية ومجازر بحق المدنين والأطفال والشيوخ والنساء والمساجد والكنائس والمستشفيات ودور العلم والثقافة وكذلك الكوادر الطبية وفرق الإغاثة .
وجلالة في هذا الخطاب، شخّص بشكل دقيق أهداف سلطات الاحتلال وجرائمها بالأرقام والتفاصيل والمعلومات الكميّة سواء في غزة أو الضفة الغربية، وطالب بأن تحافظ مؤسسة الأمم المتحدة على دورها في ظل تجاوز إسرائيل كل المعايير الانسانية والاخلاقية والقانونية وتتحدى مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها في ضوء غياب العدالة وازدواجية المعايير، كما أرسل جلالته برسالة واضحة وقوية لكل العالم، بأن الثوابت الأردنية لا يمكن تجاوزها بخصوص القضية الفلسطينية والمتمثلة بأن الأردن لن يكون يوما من الأيام وطنا بديلا ، وأن أي عملية تهجير للفلسطينين تعتبر جريمة حرب بالنسبة للأردن ولن يسمح بها بأي شكل من الأشكال وأن الأردن سوف يبقى مدافعا عن حق الفلسطينين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضرورة وقف هذه الحرب الظالمة .
وطرح صاحب الجلالة حفظه الله مساراً جديداً في الجانب الإنساني لإيجاد بوابة دائمة نحو غزة يتم ايصال المساعدات من خلالها وهذا الدور يقوم به الأردن ويتطلّب تعزيز التعاون الدوليودعم الجهود الأردنية الإغاثية لحين الوصول الى الحل الدائم .
ان هذا الخطاب الشجاع والقوي هو استمرار لموقف الهاشميين ومن خلفهم الشعب الأردني الأبي بخصوص القضية الفلسطينية وتضحياتهم في سبيلها . وها هم شهداء الأردن الأبرار على أسوار القدس وفي اللطرون وفي الكرامة واللذين تعطرت دماؤهم بثرى فلسطين العزيزة خير بيان على هذه التضحيات .
إن الظروف الحالية تتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الهاشمية، وعدم الانتقاص من الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن في الدفاع عن القضية الفلسطينية، محافظين على استقرارنا وأمننا ووحدتنا الوطنية والتي هي الأساس لتحقيق هذه الغاية .
حمى الله الأردن عزيزا كريما في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك المفدى ، وشعبنا الاردني العزيز واجهزتنا الامنية والعسكرية .