مدار الساعة - كتب: مهدي الشوابكة - خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة يجب على كل العالم الاستماع له بإصغاء ليس هناك إطلاقا موقف واضح وجريء تجاه انتقاد الأمم المتحدة والاحتلال بتاريخ الأزمة، أكثر مما احتواه هذا الخطاب كان خطاباً مدوياً يعزز مكانة الأردن دوليا، ويبرز دوره في الدفاع عن القضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية وما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان في غزة ولبنان، ومن قتل للأطفال والنساء والرجال وحتى رجال الاستغاثة والصحفيين المحميين من الأمم المتحدة الخطاب لم يكن عادياً كان مليئاً بالمنظومة القيمية العالمية خاطب فيه العالم كله، ووضعهم أمام ما تخاذلوا عنه من مسؤوليات ووضع العالم الدولي بأكمله أمام مسؤوليته الإنسانية والدولية والقانونية.
خطاب يعبر عن ضمير ووجدان الأردنيين أولا والكثير من العالم ثانياً خطاب مليء بإنسانية ودبلوماسية تدرس، وضع على أولوياته حماية الأمن الوطني الأردني ومحاربة كل من يمس حدوده، ورفض التهجر بكل الأشكال فهو وبأن الأردن لن يكون يوماً وطناً بديلاً لأحد.
نُفاخر الدنيا بهذه المواقف وهذا المنطق، وهذا الموقف العظيم الذي هو يأتي في ظروف صعبة والعالم في فوضى عارمة والصراعات تزداد وحصة العرب منها والقضية الفلسطينية ما زالت محدودة، وبإذن الله ستكون نتيجة خطاب جلالة الملك الذي تحدث عنه بوضوح عن (5) ملايين فلسطيني يعيشون تحت وطأة الاحتلال، ولا يتمتعون بحقوقهم ولا بمستقبل تحرك من العالم، فقد آن الأوان أن ينصف الفلسطينيون.
واقتبس بالنهاية من كلمة جلالة الملك "إن العالم يراقبنا، وسيحكم التاريخ على مدى شجاعتنا، ولن يحاسبنا المستقبل فقط، بل شعوب هذا الزمن أيضا، وسيحكمون علينا كأمم متحدة، إن اخترنا أن نستسلم للتقاعس، أو قررنا أن نقاتل من أجل الحفاظ على المبادئ التي تستند إليها هذه المنظمة، ويستند إليها عالمنا."
"لقد كان والدي رجلا قاتل من أجل السلام إلى آخر رمق، ومثل والدي تماما، فإنني أرفض أن أترك لأبنائي أو لأبنائكم مستقبلا يحكمه الاستسلام."