أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رسائل ملكية 'حمراء' لكل من يهمه الأمر


الدكتور عدنان مقطش
عضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية - استاذ الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية

رسائل ملكية 'حمراء' لكل من يهمه الأمر

الدكتور عدنان مقطش
الدكتور عدنان مقطش
عضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية - استاذ الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية
مدار الساعة (الرأي ) ـ
سمع العالم أمس الأول الثلاثاء من جلالة الملك عبدالله الثاني محددات كانت عبارة عن رسائل حمراء لكل من يهمه الامر.
رسائل ومحددات وخطوط حمراء داخلية وخارجية سمعها العالم بأسره في صوت عقل قادم من منطقة تفقد عقلها.
بوضوح ودون فائض تأويلات قال الملك في خطابه التاريخي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك في دورتها التاسعة والسبعين: إن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد. والتهجير القسري للفلسطينيين جريمة حرب لن نقبلها ابدا.
لقد فتح الملك أمام العالم بأسره الستارة التي كانت تخفي ما اقترفت يد المجتمع الدولي الذي «اكتفى لسنوات بقبول استمرار الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين».
صوت العقل الهاشمي الذي جاء من منطقة توشك ان تفتح كلها قوساً على الجحيم في استجابة مجنونة لمتطرفين كأنهم قدموا من خارج التاريخ.
فالى متى ستبقى مصائر شعوب المنطقة ترسمها آلة البطش الاسرائيلية في ارهاب يراه العالم على الهواء مباشرة، ويعجز عن فعل اي شيء جاد إزاءها؟!
فهذا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي تشتبك عوامل وحبال عديدة جعلته باستمرار يواصل ما يقوم به من إجرام، ثم انه مرة بعد اخرى يفلت من العقاب.
بدأ الامر في طموح نتنياهو بأن يتحول الى بطل قومي في مجتمع كيانه، ثم جاءت سلسلة الدعاوى القضائية ضده ليصبح مطارداً داخل اسرائيل، وهي المطاردة التي لم يجد لها حلاً الا افتعال الازمات الخارجية، ثم جاءت 7 اكتوبر لتهدم على رأسه كل شيء فحولته الى دبّ جريح، يريد أن يثبت لمن حوله وللعالم انه ما زال هو هو.
اذا كان الدبّ الجريح الذي يخبط في كل اتجاه انقاذاً لسمعته فاقداً للعقل أصلاً، فكيف به وهو يدرك ان توقفه عن البطش يعني هلاكه؟
فيقرر اعتماد بروتوكول هانيبال الإسرائيلي، لكن ليس لمصلحة كيانه السياسي، بل طلبا لمصالحه الشخصية الصرفة. وكأنه يقول: «اذا كان لا بد من ان أسقط فليسقط معي الجميع».
عندما حمل بطيخة غزة تعثّر فهرب اليوم الى الامام طالباً لبنان في توسّع مخيف لحرائق المنطقة، ثم ها هو وفريقه اليميني الانتحاري يهدد الجنوب السوري بالويل والثبور، وعظائم الامور. في صيغة يجدد فيها كل مرة الاعتماد على بروتوكول هانيبال، فتتسع كرة الجحيم عليه وعلى كيانه وعلى المنطقة بأسرها.
كل ذلك يجري في انتظار انطباق الجنون المطلق بعد ان يقسم دونالد ترامب على قسم الرئاسة.
وكأن المنطقة بين خيارات كلها قد فقدت عقلها وهي تبحث عن قيادات عالمية حكيمة تعيد للعالم رشده.
هنا تطل تحذيرات الملك عبدالله الثاني وهو يقول لقادة العالم إن أممنا المتحدة تواجه أزمة تضرب في صميم شرعيتها وتهدد بانهيار السلطة الأخلاقية.
على العالم ان يسمع ويعي ما قاله له الملك بوضوح «فلا يوجد ما يبرر حجم الفظائع غير المسبوق الذي تم إطلاقه على غزة».
اما اذا كان لدى الاحتلال عقل فعليه ان يتوقف طويلا امام الكلمة الملكية بأن «حصانة إسرائيل التي امتدت لعقود غدت أسوأ عدو لها».
كلمات ملكية تدق الجرس، بأن العالم عليه ان ينتبه من «التصعيد ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة ويجب أن يتوقف، وأنه في ظل غياب المساءلة الدولية تصبح الفظائع أمرا معتادا».
فأين من يستمع قبل فوات الاوان؟!
- عضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية
- عضو هيئة تدريس في الجامعة الهاشمية
مدار الساعة (الرأي ) ـ