أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ملك غاضب


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

ملك غاضب

عصام قضماني
عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي ) ـ
الغضب الذي فاض به قلب وعقل الملك عبدالله الثاني كبير وكبير جدا وقد فاضت به كل كلمة قالها في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
هذا الغضب يحمله كل اردني وفلسطيني ومسلم ومسيحي على امتداد عالمنا العربي الاسلامي وقد امتد الى قلوب وعقول ملايين البشر حتى في الدول الحاضنة والمؤيدة والساكنة على مذابح الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين واللبنانيين.
حالة اليأس توشك ان تهيمن وبديل العدالة هو الظلم ورفع الظلم في ظل انعدام الحلول يعني تفشي العنف ويعني ايضا الانفجار فالى اين يعتقد قادة الاحتلال انهم ياخذون المنطقة والعالم وهل يعتقدون ان الامور ستبقى مستتبة لهم الى ما شاء الله.
الملك كان واضحاً إذ حذر من فقدان شرعية المؤسسة الدولية وفقدان مصداقية الدول الكبرى في اختلال العدالة ومن تزايد العنصرية والانتقائية التي يمارسها المجتمع الدولي ضد الفلسطينيين فقد كان قال «حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين».
الحقيقة أن حياة الإنسان العربي في نظر الغرب هي أقل أهمية من حياة الإنسان الغربي والاسرائيلي ولا أبالغ إن زدت أن حياة الإنسان الغربي والاسرائيلي هي اعلى شأنا من حياة الانسان في كل ما يسمى بالعالم الثالث والمتلقي للمعونات والمحتاج دائما للحضارة الغربية والعطف الغربي ولانقاذ الغرب له حتى من نفسه.
تجلى هذا التمييز في قضية اللجوء إلى أوروبا وقد شاهدنا مثل هذه الوقاحة في التمييز بين اللاجئ من أوكرانيا والآخرين من دول عربية وافريقية.
يزعم الغرب بانه على شراكة مع العالم العربي، إنها شراكة غريبة يحصد فيها العرب تمييزاً ضدهم، بينما يحصل الغرب وأميركا على المكاسب والافضلية تحت شعارات نشر الديمقراطية والقيم الغربية حتى لو كان ذلك في ظل الدمار، لماذا يسمى العدوان على العربي والفلسطيني حق الدفاع عن النفس ويسمى دفاع العربي والفلسطيني عن نفسه ارهابا؟
أما القانون الدولي فلا ينطبق على الأقوياء، وأما قيود النظام العالمي الجديد فلا تنطبق إلا على الضعفاء.
يقال إن الهدف من العدوان الاسرائيلي الغربي والأميركي على غزة هو إعادة التوازن لمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة لكن هل هذا ما سيتحقق بضمان التفوق الاسرائيلي ورخص الدم الفلسطيني.
ما يجري في غزة هو استعراض قوة دموية لردع كل من تسول له نفسه بان يتحدى اسرائيل ومن خلفها اميركا والغرب الذي يدعو اليوم لانشاء تحالف ضد اي شكل من اشكال مقاومة الظلم ولو حتى بالكلام.
في هذه الحرب غير المتكافئة يرفع العالم المتحضر شعارا سمعناه من قبل وهو اما ان تكون معي او انك ضدي؟
ما يجري اليوم يصب لصالح استمرار الصراع في المنطقة، بحيث تستمر هذه الحالة إلى ما شاء الله لها ان تستمر دون حتى الاقتراب من الحل الذي يعرف الجميع بانه الحق وهو احقاق الحق الفلسطيني المشروع باعتراف المجتمع الدولي نفسه.
يبدو أن الهدف هو دفن هذه الحقوق فهذه القوة المفرطة باستعراض غربي على يدي اسرائيل لا معنى لها سوى اسكات كل من يطالب بهذا الحق.
الحرب على غزة هي حرب على الحقوق الفلسطينية وهي ضربة للنظام الدولي الذي بات يحرم الضعفاء من حق الدفاع عن النفس ويمنحها للقوي المحتل.
هذه هي لغة الاستعمار التي سادت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وقد رأيناها في عالمنا العربي وفي الهند وكثير من الدول التي عانت ويلات الاستعمار عندما كان الوطنيون يدافعون عن استقلال بلادهم فيقتلون دفاعا عن النفس، يبدو ان الغرب لم يتخل عن عقيدة الاستعمار الذي وضع اهل البلاد في مرتبة اقل من المستعمر الذي جاء لانقاذهم من التخلف!
اسرائيل فوق القانون الدولي وفوق المساءلة والحساب لكنها تمارس دور الضحية وقد نجحت في لعب هذا الدور على مدى اكثر من ٧٠ عاما وهي تسعى الى تصدير ازماتها لكن الاردن اليوم هو اقوى واكثر صلابة.
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي ) ـ