كان جلالته كالعادة قوياً ويؤدي الخطاب بكل رباطة جأش مستنداً على شعب أردني يقف خلفه بكل قوة وهو قبل ذلك وخلال الربيع العربي قال أمام العالم شعبي معي.... والحديث اليوم فيه نوع من الفخر من الأردنيين بقائدهم
واليوم يقف جلالته أمام ستة وسبعين قائداً ورئيس دولة وزعيماً يتقدمهم الرئيس الأمريكي بايدن يحذر العالم من مغبة التنصل من مسؤولياته أمام جرائم الحرب التي ترتكب أمامهم ويدعوهم إنسانياً للإنضمام لقافلة المساعدات الإنسانية وفتح بوابة العبور الإنساني رامياً الكرة السياسية في ملعبهم بعد أن يأس من عدم تطبيق
-القانون الدولي الإنساني
- والعدالة الدولية التي أصبحت عالمحك
ـ وان حقوق الإنسان
والتي ربطها جميعها الثلاثة بأنها انتقائية ومؤكداً على أن هنالك من يعطي إسرائيل حصانة التفرد بعدم القبول بالسلام الشامل.
وفي قراءة معمقة لحديث جلالته أشار الى أن الحقوق لا تسقط مع تقادم الأيام فمن زاوية إجرائية كانت المفردات التي تحدث بها جلالته هي مفردات قوية أعطت للخطاب قوة في حين أن التعبيرات على وجهه كانت واضحة وهو يشير باصبعة إلى أرضية مكان إنعقاد الجلسة وهو هنا يؤكد بأننا مع الحق والإنسانية معاً شريطة أن لا تكون انتقائية ، كما أن حركات الإيماء أوصلت رسالة مفادها بأن جلالته جاب العالم كاملاً للبحث عن حلول للقضية الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر ولكن الجميع صم اذنية، وفي حين كان يحدثهم كان الأغلبية ينصتون بخجل حينما ذكرهم جلالته بأنني وصلت إليكم زعيماً زعيماً في مواطنكم ولكن الجميع للأسف تخلى عن مسؤولياته السياسية تجاه ما يحدث في المنطقة وما يحدث في لبنان هو إشارة جلالته إلى زعماء العالم بأن هذه احدى نتائج الايغال ضد قضايا الأمن في المنطقة برمتها ، وما ميز خطاب جلالته بأن دور الأمم المتحدة أصبح ضعيفاً وان شرعيتها ذبحت تماماً في ظل ما تشهده المنطقة اذا ما استمرت الخروقات والتجاوزات والاحتكاكات من قبل الفاشية والمستعمر الإسرائيلي وعدم احترامها للام المتحدة وهذا سيسهم بطبيعة الحال بنهاية الحل الوحيد السياسي وتقرير المصير مما سيولد ومعاناة اكبر وعنف اكثر ضد الفلسطينيين .
لأول مرة في تاريخ العالم يقوم زعيم بحجم لجلالته بتوبيخ إسرائيل أمام مرأى ومسمع العالم ويشن هجوماً كاسحاً ويعري إسرائيل أمام الجميع وينعى السلام الدولي والسياسة الدولية فجلالة الملك المفدى بين أمام العالم في خطابه الموجه لمن هم خارج القاعة بأن المنظمات الدولية الإنسانية لم يسمح لها بالقيام بمهامها في إطار حقوق الإنسان والحريات العامة الدولية لذلك وجه جلالته انا لم ايأس فأنا مثل والدي لن اترك المستقبل يستسلم .
الملك يدعو الدول كافة في المحفل يضم قادة العالم بالامم المتحدة اذا كان هنالك نوايا إنسانية صادقة بضرورة الإنضمام للأردن لفتح بوابة عبور إنساني .
تأتي أهمية الخطاب من أهمية المفردات التي تناولها جلالته وأهمية المكان الذي تحدث منه رأس الدولة الأردنية جلالة الملك عبدالله الثاني من على منبر العالم وهو يصف خطورة المرحلة مركزاً في خطابة على أهمية حماية الوطن الأردني حينما وجه الخطاب عن فلسطين وهو بذلك يحمي حدودنا حيث رمى الكرة السياسية في ملعب المجتمع الدولي ولم يقبل بالتهجير القسري ضرورة إيجاد افق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل .
جلالته ارسل إشارات ضمن خطاب عقلاني وعلمي مضمونها التركيز على الفضائع الإسرائيلية التي ارتكبت في غزه بعد السابع من أكتوبر ، كما ربط جلالته الأمن واستقراره باليأس الذي يلف كامل المنطقة نتيجة عدم الإستقرار وإسرائيل وحدها المسؤولة عن ذلك .
ويستذكر بالدلائل والأرقام والاحصائيات بكل ما جرى وذكر العالم بجولاته عليهم وأنه لن ولم يمل ولن يستسلم ويترك المستقبل رهان الغطرسة والهمجية الإسرائيلية رابطاً ما بين غزة والضفة الغربية في الأحداث الأخيرة التي شهدتها فلسطين .
بين جلالته أن التاريخ لن يرحم أحداً وسيحاسب الشعوب على الخذلان الذي يحصل الآن مبيناً أنه لن يترك المستقبل للاستسلام.
إظهار الثقة العالمية بصورتها المهزوزة وتحدي قرارات محكمة العدل الدولية هو ضرب للشرعية الدولية في الصميم ،ووان توفير الغذاء والدواء مرهون بتوفر الأمن للفلسطينيين.
وفي نقطة مهمه أشار جلالته بأننا نرفض التهجير القسري جملةً و تفصيلاً واضعاً الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها وان ما فعلته إسرائيل داخل الصفة وغزه لاشئ يعدله .
وفي ختام حديث وخطاب جلالته طمأن الأردنيين كافة بأن فكرة الوطن البديل مرفوضة تماماً ومجرد الحكي فيها هو ضرب من الخيال ولن تحدث ابدأ وهو يذكرنا بما قاله قبيل سنوات حينما قال كلا للوطن البديل .
خطاب يعترية الكثير من الحقائق والمسؤوليات والإنسانية مرتبطة بالأمن للشعوب بالمنطقة وأن الشعارات التي ترفع هنا. هناك ما هي إلا أضغاث احلام..
جلالة الملك وضع النقاط على الحروف وكشف المستور وعرى المجتمع الدولي ووضعه أمام مسؤولياته بأنكم جميعاً رهن القرارات الصهيونية..