يقول البنك المركزي الأردني في اخر احصائية: إن إيرادات القطاع السياحي خلال النصف الأول من 2024 تراجعت 4.9% إلى 3.3 مليار دولار مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق.
وتراجع عدد السياح 7.9% بالنصف الأول من العام الحالي مقارنة مع نفس الفترة من 2023.
التراجع سيتعمق فهذه هي اسباب اكثر حدة ستدفع الى ذلك عدا الحرب المستمرة في قطاع غزة فهل هي الحرب في لبنان تندلع.
لا نشك ان هذه هي اسباب طارئة ستذهب يوما ما لكن استئناف ترميم القطاع الذي تعمقت خسائره لا يتوقف فحسب على عودته الى طبيعته لان تعويض الخسائر سيحتاج الى جهد مضاعف وعقلية جديدة في الادارة.
اهمية السياحة لا تتوقف على مقبوضاتها من العملة الصعبة بل على تشغيل اكثر من ٤٠ قطاعا له صلة بدءا بالتكسي وانتهاء بالطائرة.
كنا نتحدث عن الاستعداد لحملة ترويج وتخصيص موازنة كبيرة وخاصة لها واذ باحدى نواب العقبة تدفع الى سلطتها بكتاب يحتج على شاشات عرض تروج للغوص والرياضات المائية.
النائب المحترم التي دفعت بهذا الاحتجاج قبل ان تقسم اليمين تحت القبة كان يفترض بها ان تسأل عن خطط السلطة لانقاذ السياحة التي تعتاش عليها العقبة وسكانها.
في الوقت ذاته تلجأ جهات الرقابة الى معاقبة المنشآت السياحية المنهارة اصلا بالاغلاقات وهو اسلوب لم يعد مناسبا لانه لا يضر بالمنشأة وسمعتها فحسب بل بالعاملين فيها في الوقت الذي نتحدث فيه عن بطالة ترتفع.
هناك بدائل كثيرة لمثل هذه العقوبات مع ان دور جهات الرقابة هو الارشاد ومساعدة المنشآت على تصويب اوضاعها وتطوير اعمالها وتحسين بيئة العمل كي تتوسع وتوظف المزيد من العمالة.
اغلاق المطعم او المنشأة الصناعية والسياحية ليس إنجازا يستحق ميداليات ذهبية توشح صدر المؤسسة او الموظف «النشط»!!.
لاحظت وسمعت عن كم التفاؤل في اوساط القطاع بعودة الوزيرة لينا عناب الى سدة وزارة السياحة، فقد مر وقت كاف ندرك فيه أن إدارة القطاع تحتاج إلى أساليب مختلفة وعقلية مختلفة، بينما نتابع ارتفاع حمى المنافسة بعد دخول دول كانت مصدرة للسياحة أصبحت مستوردة لها وبكثافة.
إمكانيات القطاع غير مستغلة، بسبب ضعف الترويج وعدم توفر الخدمات التي يطلبها السائح الأجنبي. السياحة لا تظهر كبند مستقل في مكونات الناتج المحلي الإجمالي، لأن الحسابات القومية تبوب الدخل السياحي كجزء من قطاع الخدمات.
لا شك أن السياحة من أشد القطاعات تأثراً بالأزمات الإقليمية الراهنة، وهو ما يحتاج إلى الترويج للأردن بمعزل عن الإقليم إذا استطعنا إلى ذلك سبيلا.
ينظر وكلاء السياحة الغربيون إلى الأردن في إطار الإقليم، لا بل لاعتباره جزءا من منطقة الحرب.
يقال إن الإمكانيات السياحية المتوفرة تسمح بمضاعفة حجم السياحة الراهنة لكن ذلك لا يتحقق!.
بالنسبة للعقبة آمل من نوابها الكرام التمهل وقراءة المشهد بصورته الاشمل وهي حساب المنافع والخسائر وهذا ليس هو وقت الاثارة والشعبويات.