أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: في الحرب الأوكرانية.. من يحارب على الأرض؟


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: في الحرب الأوكرانية.. من يحارب على الأرض؟

مدار الساعة ـ
للحقيقة الأصل أن يقال ويعرف الإعلام إن الحرب الأوكرانية بدأت من وسط العاصمة (كييف) ولم تبدأ من موسكو كما يشاع، وهي ليست حربا بين روسيا وأوكرانيا ولا بين الروس والأوكران الذين يعتبرون جيراناً وعاشوا الحقبة السوفييتية ويعيشون الحقبة الروسية والأوكرانية بعد عام 1991 اخوة، ولغتهم في المناطق الحدودية مشتركة هجينه مكونه من الروسية والأوكرانية، والخاخول شقيق ايفان. والثورات البرتقالية 2007 وحتى 2014 بداية الحكاية الى جانب انقلاب (كييف) بالارتكاز على حراك التيار البنديري الأوكراني المتطرف والتدخل الجراحي لأجهزة الغرب اللوجستية وفي مقدمتها جهاز استخبارات أمريكا (سي أي ايه).
وتقرر في واشنطن وعواصم الغرب كما هو معلوم استثمار التيار البنديري المتطرف ليقابله تطرف غربي مماثل، والهدف بعيد المدى ليس سيادة أوكرانيا التي قابلها شرق أوكرانيا بصناديق الاقتراع لصالح لروسيا، وإنما لديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح والحاق الأذى بالمكونين الروسي والأوكراني معا، واحداث شرخ بين روسيا والصين وهو الذي لم ينجح.
ووضع الغرب الأمريكي نصب عينيه تقريب حلف (الناتو) المعادي لروسي الى جوف الأراضي الأوكرانية خاصة الجناح الغربي منها، لكن العيون الروسية كانت لهم بالمرصاد، ويبدو أن الغرب لم يتعلم من درس أفغانستان عام 1979، ولا من درس الحرب العالمية الثانية 1945 وجزر الكوريل، وحتى من الحرب الأوكرانية غربية الطابع التي قابلتها روسيا بعملية عسكرية استباقية دفاعية تحريرية لتثبت كما عهدناها بأنها لا تبدأ الحروب وإنما تدافع عن سيادتها بالإرتكاز على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 واتفاقات أخرى منها ما كادت أن توقع في تركيا. فطالبت موسكو - كييف الحياد والحوار والتفاوض وليس التصعيد الذي من شأنه زج الغرب وحلف (الناتو) في معركة نووية مباشرة مع روسيا الأتحادية الأكثر تفوقا في المجال النووي العسكري على مستوى العالم وفي مجال ترسانة الصواريخ الفرط صوتية.
الجانب الروسي يعتمد في حربه على نفسه، على الجيش الروسي الأحمر والبحرية، والقوات الشسشانية (أحمد سيلا)، وعلى مؤسسة (فاغنر) الأمنية – العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الروسية التي يقودها حاليا الاقتصادي المتميز أندريه بيلوسوف، ويعتمد على المتطوعين الشباب المخلصين لوطنهم، ولم تعلن روسيا النفير العام حتى الساعة والسبب كما أعتقد هو أنهم أمام عملية روسية عسكرية خاصة وليسوا أمام حرب شاملة. والخدمة العسكرية المؤقتة لصغار الشباب مدتها عام واحد ولاتعني المشاركة في جبهة الحرب. ولم يلجأوا لجمع الشباب عنوة من الشوارع كما يفعل الجانب الأوكراني الغربي. ويعتمد الجانب الأوكراني المحارب على الجيش الأوكراني وعلى جمع الشباب بشكل عشوائي من شوارع العاصمة (كييف) والمدن والقرى الأوكرانية الأخرى، وعلى مرتزقة الغرب، وعلى سلاح الغرب الذي يستخدم بطريقة غير مباشرة. ويهدد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بقصف العمق الروسي ليس بالمسيرات غربية الصنع وإنما بصواريخ غربية بعيدة المدى وعلى استيراد طائرات (أف 16)، وهو الأمر الذي قابلته روسيا – بوتين بتحذير شديد اللهجة خاصة وأن زيلينسكي رئيس منتهية ولايته وكذلك برلمانه، ويعمل رئيسا معتمدا على الأحكام العرفية.
ولقد أفشلت روسيا الهجوم المضاد الأوكراني الأول في حزيران 2023، وأفشلت عملية (كورسك) 2024 التي طالت بلدات روسيا الحدودية التي يقطنها كبار السن في زمن انشغال روسيا على جبهة الدونباس، ورفض الرئيس فلاديمير بوتين أية مفاوضات مع من اعتدوا على بسطاء الروس وعلى المحطة النووية في زاباروجا، وأمر وزارة الدفاع الروسية بطرد القوات الغازية الأوكرانية والأجنبية الغربية، وكل المخطط الأمريكي العسكري المخادع حينها. ومجرد زيارة الرئيس بوتين للشيشان ومن ثم أذربيجان ومنغوليا في وقت عملية كورسك دليل قوة وجبروت الدولة الروسية ورئيسها الفولاذي. ومن لا يعرف الجيش الروسي يجهله، وهو من انتصر في الزمن السوفييتي والسوفييت في الحرب العالمية الثانية على النازية الألمانية بفاتورة من الشهداء وصلت الى 28 مليون إنسان روسي وسوفييتي، وهم من هزموا نابليون بونابارات قبل ذلك عام 1812، وفي القفقاس حديثا جولات وصولات للجيش الروسي في تسعينيات القرن الماضي وبداية عام 2000 لمنع الاختراق الأمريكي لروسيا والارهاب كذلك.
كيف تنتهي الحرب الأوكرانية؟
سؤال يطرحه الشارعان الروسي والأوكراني وهو مطروح على خارطة العالم، فلروسيا ملف سلام المتنصر والأمر الوقع، ولأوكرانيا ملف ادعاء النصر وسلام المنتصر، وهو فانتازيا وسراب، وترفض روسيا حضور مؤتمرات سلام غير عادلة أو تستثني روسيا رغم أنها طرف أساسي في الحرب والسلام ولم تبدأ الحرب. والجانب الأوكراني الغربي يتهم روسيا بالعدوانية والاحتلال وهو الأمر المحتاج لتفسيرات ميدانية. ومراهنة على فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 5 نوفمبر المقبل لإنهاء الحرب، ولا مراهنات على على احتمال فوز كاميلا هاريس خليفة جو بايدن وانهاء الحرب الأوكرانية ذاتها. ومن يزور روسيا لن يشعر بوجود حرب فوق أراضيها وهي المتحركة خلف الحدود في مناطق الدونباس.
بين الحرب والسلام وجدت روسيا ذاتها مضطرة للذهاب للحرب / العملية دفاعا عن سيادتها، وتعتقد أوكرانيا (كييف) بأنها تدافع عن سيادتها في زمن رفض الشرق الأوكراني لها عبر صناديق الأقتراع، ولدى روسيا قراءة لتاريخها المشترك مع أوكرانيا، وتعتبر الأراضي الأوكرانية روسية الأصل،و العاصمة (كييف) – كييفسكايا روس، وحرب أوكرانية من وسط جناحها الغربي ضد اللغة الروسية والدين المشترك، وضد الأقتصاد الروسي أيضا. والروس والأوكران في العمق الروسي يعيشون حياة طبيعية واحدة، ويتركون السياسة لأهلها،و يتمسكون بالمحافظة على عادات وتقاليد متقاربة، ويرفضون الحرب. والسلام بالنسبة لروسيا حماية سيادتها وانتهاء الحرب الباردة وسباق التسلح واحادية القطب وبناء عالم متعدد الأقطاب، متوازن ومتعاون، وعادل. وسلام ضعيف خير من حرب مدمرة شعار الشارع الروسي والسوفيتي السابق اليوم. ويخطئ من يعتقد بأن روسيا في عزلة وهي المنفتحة على شرق وجنوب العالم وتبقي أبوابها مفتوحة على الغرب وشمال الغرب.وفي الختام هنا ندعو المجتمع الدولي لدعوة الطرفين المتحاربين روسيا وأوكرانيا ومن يساندها في الغرب الذهاب الى السلم والعزوف عن حرب طال أمدها.
مدار الساعة ـ