تصريح "روني مزراحي"، رجل الأعمال المقرب من نتنياهو، والذي قاله على القناة (14) الإسرائيلية: "ما نفعله في لبنان اليوم، قادرون على فعله في الأردن. الأردن قادمة بعد لبنان"، يحمل في طياته رسائل خطيرة وتهديدًا مباشرًا للأردن.
تصريح مزراحي الذي يحمل تهديدًا للأردن يكشف عن جهل عميق بقوة وصمود هذا الوطن وتاريخه المجيد في الدفاع عن سيادته. إذا كان مزراحي وأمثاله يعتقدون أن الأردن سهل المنال، فالتاريخ خير شاهد على العكس تمامًا.
يكفي أن نعود إلى معركة الكرامة، التي لقن فيها الجيش العربي العدو الصهيوني درسًا لا يُنسى.
الجيش العربي الأردني ليس مجرد قوة عسكرية؛ بل هو مؤسسة وطنية قوية تتربع دائمًا على قمة جاهزيتها للدفاع عن تراب الوطن. فالأردن محمي برجاله وجيشه المرابط، الذي أثبت مرارًا وتكرارًا أنه قوة لا يُستهان بها، سواء في السلم أو الحرب.
استنادًا إلى تصريحات "مزراحي" وغيره من السياسيين الصهاينة، يتطلب الأمر استعدادًا داخليًا قويًا من الشباب الأردني، الذين يمثلون العمود الفقري لهذا الوطن. هؤلاء الشباب، بطموحهم وإرادتهم القوية، يشكلون الدرع الحقيقي الذي يحمي مستقبل البلاد.
من هنا، يجب على الدولة أن تولي اهتمامًا كبيرًا بشبابها، وتعمل على تعزيز وعيهم وتدريبهم ليكونوا مستعدين لتحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن ومواجهة أي تحديات مستقبلية.
لذلك، من واجب الدولة بكافة مؤسساتها، أن تستثمر في قدرات الشباب وتعيد تفعيل الخدمة العسكرية "خدمة العلم".
إن الدفاع عن الوطن ليس خيارًا، بل هو واجب مقدس، فالأردن ليس مجرد بلد نعيش فيه، بل هو كيان ندافع عنه بأرواحنا ودمائنا. وعلينا أن نكون دائمًا على أهبة الاستعداد، فالتاريخ يعلمنا أن الوطن الذي يحميه أبناؤه لا يُهزم.
مثل تلك التصريحات التي يدلي بها الصهاينة لن ترهبنا، بل ستزيدنا إصرارًا على تجهيز شبابنا لمواجهة أي محاولة للمساس بأمن الأردن.
إن كرامة الأردن أغلى من أن تُمس، وأي محاولة للتعدي على سيادته ستُواجه ليس فقط بالجيش، بل بكل شاب وامرأة ورجل أردني، مستعدين للدفاع عن وطنهم حتى آخر نفس.
فكل أردني لا يزال يستذكر خطاب الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- في معركة الكرامة، حيث خاطب الجنود في أرض المعركة قائلًا: "أيها الجنود البواسل، اقتلوهم حيث ثقفتموهم، بأسلحتكم، بأيديكم، بأظافركم، وبأسنانكم."
في الختام، يبقى الأردن، بمؤسساته الراسخة وشبابه الواعي، حصنًا منيعًا في وجه أي تهديدات خارجية أو داخلية.
التصريحات العدائية التي تستهدف سيادة الوطن لن تزيد الأردنيين إلا إصرارًا على الحفاظ على كرامتهم واستقلالهم، فالأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي، سيظل عصيًا على كل من يحاول النيل من أمنه واستقراره. وكما كانت معركة الكرامة رمزًا للصمود والنصر، فإن كل أردني اليوم مستعد للدفاع عن الوطن بنفس الروح والعزيمة، ليبقى الأردن شامخًا وآمنًا إلى الأبد.