ينظرُ الفرد منا اليوم حولهُ فَيرى في هذا الجانب " الترند"، وهناك " الموضه" وبالقرّب " البراند" وهذا كله في كفة ومما يطلق عليهم " مؤثري السوشال " وإعلاناتهم في كفة أخرى.
فَيُهلّك وَ يُستهلّك المَرءْ نَفسيًا قبل كُل شيء، وتزيد عليه "الحالة المادية " فَيشعرْ ويكأنّ أثقالْ الدُنيا بِمشرقِها ومَغربها عليهِ فَيبدأ رُويدًا رُويدًا ساخطًا لِلمجتمع وقبل ذلك لنفسهِ ويصل لنقطتهِ الأخيرة " فَيخسرْ نفسه "، نحنُ اليوم في وقتٍ او الوقت كما هو ولكن كل ما يَدور حولنا " سريع جدًا " فاق سرعة الضوء !
تَكاثرت المسؤوليات، والكمالياتْ أصبحتْ ضَروريات، وَبْدا يُروج لنا ب " كماليات بروماكس "ليُصبح الفَرْد مُشتتًا بين دوامة سَريعة من الصَيحات والمُوضات والترّندات، فَيُهملْ نَفسه إهمالا ليشعر وكأنهُ عالّة على حافة هذا الحياة.
تحاوطهُ التساؤلات لِما فلان وأنا لا، ويرى ان أهدافه حُققت لغيره وانّ عليهِ الاكتفاء بكأسِ شاي ويَنغمرْ في تَحليلاتهِ التي تجرّه نحو الهاوية.
في عصر السرعة بدأ الإنسان يفقدْ ذاتهِ ويرى انهُ غير ذات قِيمه مُتجاهلاً مِقدار القوة التي تَكمّن بِداخله، فَقَدَ رِضاهْ بِنسفهِ وهذا أَجلَّ غِنىْ يَحازهُ الإنسانْ في حياتهِ.
إذا يا عزيزي الإنسان مَقَامُكَ حيثُ أقمّتَ نَفسك لا حيثُ أقامَكَ الناس، لا تُتعِبّ نَفسك دون جَدوى ولا تَقُلّ لِما فُلان وأنا لا، لا تُنْزلّ نَفسكَ مَنزلْة المُقارنة.
خُذ نفسًا عميقًا وانظرْ بصمت حَولك ترى ان هذهِ السرعة ما هِيَ إلا سارقة لِجُهدك مُستَنزِفة لِوقتك، فتصبح لا أنت مُنجز ما عليك ولا أنت بمكان فلان الذي قارنت فَتضيعُ عليك نفسك، أأنتَ مُدرك !
لذا اقنعْ بَما لديك تكنّ أغنى الناس واعرف نفسك وما تملك من مهارات وانظر لحياتك وما تملكهُ نَظرة فخرٍ واعتزاز واعلم ان المقادير تَجري بأمر الله، وانه لا أحد بِسابقكَ ولا أنت بِسابقِ احد.
نعم هكذا ابقَ مُبتسمًا كما أنت وعليكَ السَلام والرِضا والإِنعام.