الزراعة الحضرية هي فكرة مبتكرة تجمع بين الحداثة والتقاليد، حيث يتم تحويل المساحات الحضرية إلى مناطق خضراء نابضة بالحياة.
تخيل أن تجد حقول الطماطم والنعناع تنمو على أسطح المباني في قلب المدن، أو أن ترى الحدائق الصغيرة تتزين بها شرفات المنازل! هذه الحركة العالمية ظهرت كرد فعل للتحديات التي تواجه المدن الحديثة مثل النمو السكاني، وتغير المناخ، وزيادة
الاعتماد على مصادر الغذاء المستوردة.
الزراعة الحضرية ليست مجرد هواية، بل هي ثورة غذائية تهدف إلى إعادة ربط الإنسان بالأرض وتقليل الأثر البيئي.
تبنت العديد من المدن حول العالم هذا المفهوم ليس فقط لتحسين الأمن الغذائي، بل أيضًا لإضفاء لمسة من الجمال والهدوء على الحياة الحضرية.
من هذه المدن ديترويت في الولايات المتحدة حولت أراضيها الفارغة إلى مزارع حضرية، بينما أصبحت هافانا في كوبا نموذجًا عالميًا للزراعة الحضرية المستدامة.
وحتى في أوروبا، قادت مدن مثل تورونتو وميلانو مبادرات مبتكرة لدعم المجتمعات المحلية عبر الزراعة.
ولم تكن عمّان استثناءً، فهذه المدينة التي تتحدى المناخ الصحراوي تعمل بخطى واثقة نحو مستقبل أخضر، في إطار استراتيجيتها 2020-2026
بدأت عمّان تشجيع السكان على زراعة أسطح المنازل والشرفات، بالتعاون مع منظمات دولية مثل "الفاو" و"GIZ"، UNPP و شراكة مع مدن مثل ميلانو الإيطالية تم دعم استخدام المياه الرمادية المعاد تدويرها للري وإنشاء حدائق حضرية مجتمعية، بفضل هذه المبادرات، أصبحت عمّان مدينة تجمع بين الاستدامة والطموح، متطلعة إلى مستقبل أكثر إشراقًا وصحة لسكانها.