شهدت منصات التواصل الإجتماعي يوم أمس الأربعاء ومن خلال متابعتي حالة من الفوضى العارمة نتيجة نشر صور حصرية من منهاج "التربية الفنية والموسيقية والمسرحية" لطلبة الصف الرابع في المدارس والذي احتوى على أسماء فنانيين أردنيين وبعض من أعمالهم.
الأمر الذي استهجنه العديد من مستخدمي منصات التواصل الإجتماعي واعتبره البعض انه إساءة واضحة للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعًا عن الوطن ولحماية ترابه وشعبه ولكن هل أساء منهاج التربية الفنية للشهداء فعلا؟
قبل الإجابة على السؤال السابق، سأقوم بالتركيز أولا على إمكانية بعض "التيارات" من تحويل الحقيقة إلى كذبة مصاغة بلون وشكل مختلف وغير صحيح لجذب انتباه المواطنين واستعطافهم وبالتالي كسب تأيديهم في الحرب الالكترونية البشعة الذين يقومون بها.
هؤلاء همهم الوحيد هو قلب الموازين لصالحهم حتى وأن قاموا بالكذب على أنفسهم، العديد من المنشورات والتغريدات تداولت الحقيقة "المستصاغة" من الكذب من قبل بعض التيارات والتي أدعت أن إدارة المناهج والكتب المدرسية قامت بحذف أسماء الشهداء والرموز الوطنية من منهاج اللغة العربية ووضع بديلًا لهم فنانيين أردنيين ورموز وطنية فنية ومغنيين وممثلين وهذا أمر لا يمت للواقع بصله.
ماحصل يوم أمس هو محاولة مجدده لاستعطاف عقول المواطنين ، والحقيقه هي إطلاق كتاب يحمل اسم "التربية الفنية والموسيقية والمسرحية" لطلبة الصف الرابع احتوى على رموز وأسماء من الفن الأردني الأصيل وليس كما تحدث من يدعون أنهم يخافون على مصلحة الأجيال القادمة.
الكتاب منفصل عن مناهج اللغة العربية والثقافية والتاريخ والجغرافيا والخ..، فهل أصبح تشويه الواقع لصالح بعض التيارات بالكذب على أنفهسم أولا أمر في غاية السهولة؟ كيف تمكنتم من إشعال حرب إلكترونية باطلة لغايات وأهداف سياسية داخلية تعود بالفائدة عليكم بالدرجة الأولى؟ وهل بات تشوية الواقع هو سبيل للوصول إلى طموحاتكم المستقبلية؟
وبالعودة للصف الخامس وتحديدًا منهاج اللغة العربية سنرى توّشح الكتاب بالحديث عن شهداء من الأردن روّت دمائهم الطاهرة أرض فلسطين وكانوا مصدر دفاع عن الأراضي العربية والإسلامية كالشهيد البطل معاذ الكساسبة و الشهيد راشد الزيود الذي نال شرف الشهادة بعملية اقتحام ضد عصابة إرهابية في إربد والشهيد محمد ضيف الله الهباهبة الذي ارتقى على أرض فلسطين والشهيد عبد الرزاق الدلابيح والشهيد سائد المعايطة الذي استشهد وهو يحارب أعداء الوطن في قلعة الكرك والشهيد فراس العجلوني وغيرهم ممن حاربوا بدمائهم الطاهرة ونالوا شرف الشهادة.
لماذا أعتبر المستفيدين من بعض "التيارات" بأن إدراج كمثل هذه المناهج ذنبًا لا يغتفر؟، فهل الحديث عن فن الأردن الأصيل هو خطر يهدد البشرية، هذا وقد احتوى المنهاج على أسماء ورموز أردنية أصيلة لازالت فنونهم حاضره في الأعراس والحفلات الأردنية ولا زال المواطنين يتابعون أعمالهم الفنية والمسرحية في جميع الأوقات والمناسبات.
لا يمكنني القول إلا أنه بات استعطاف الأردنيين وتسييرهم لما هو غير صحيح أمر سهل وبسيط، وباتت منصات التواصل الإجتماعي اداة خاصة لخلق كل ماهو كاذب لتحقيق اعتبارات شخصية لبعض "التيارات" داخل هذا البلد.
ستبقى أسماء الشهداء الأردنيين علامة مضيئة في تاريخ الوطن والأمة الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن وطننا الحبيب، ولن نسمح بالتعدي على ثقافتنا وتراثنا وطمسها لأغراض سياسية لبعض "التيارات" الموجودة على أرض الأردن.
حمى الله الأردن بلدًا شامخًا عزيزًا قويًا بقوة وإيمان شعبه العظيم وبحكمة وحنكة قائده المُفدى.