أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: عندما يرفع زيلينسكي السقف.. ماذا يتوقع ؟


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: عندما يرفع زيلينسكي السقف.. ماذا يتوقع ؟

مدار الساعة ـ
بعد تصعيد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي المنتهية ولايته و برلمان بلاده أوكرانيا أو ما تبقى منها و بقائه في السلطة بسبب الحرب و فرض الأحكام العرفية للهجته السياسية و بعد مرور عامين على اندلاع العملية الروسية الخاصة الدفاعية الإستباقية التحريرية 2022/ 2024 ، و اعلان رغبته بأن يساعده الغرب في قصف موسكو و قصر " الكرملين " الرئاسي بهدف انهاء الحرب / العملية و تحرير أوكرانيا حسب مقاس تفكيره و الغرب ، يبدو بأنه لا يعرف أو لازال مراهقا سياسيا و لا يريد أن يعرف بأن حياته الشخصية و مصير أوكرانيا كلها و التي يعتبرها الروس روسيا التاريخية سيدخلون دائرة الخطر الحقيقي ، و ربما لا يعرف بأنه يورط حلف " الناتو " مجتمعا بصراع نووي مع روسيا لا يحمد عقباه . و روسيا الأتحادية معروفة دوليا بتفوقها النووي العسكري على كل دول العالم ، و هذه حقيقة و ليست دعاية لروسيا غير المحتاجة لها . و موسكو العاصمة و قصر " الكرملين " الرئاسي محمية نوويا ومن الهجوم الصاروخي الفرط صوتي حتى .
وكم تمنيت و أتمنى أن بقي زيلينسكي فنانا كوميديا خاما للشعب الأوكراني تماما كما عنوان مسرحيته المسلسل " خادم الشعب " التي أنتجها و قدمها بين عامي 2015 و 2019 ، أي بعد عام و أعوام من انقلاب " كييف " الدموي غير الشرعي حسب تقدير موسكو ، و هو الذي أطاح ليس بأخر رئيس أوكراني موالي لروسيا مثل فيكتور يونوكوفيج ، و إنما بمجمل العلاقات التاريخية الأوكرانية الغربية مع روسيا الأتحادية جارة التاريخ في الزمن السوفيتي خاصة ، و بالعلاقات الغربية مع روسيا أيضا و العكس صحيح ، وزاد من شرخ توجه احادية القطب و تعددية الأقطاب ،و أحدث منفعة ذات الوقت لمسار تعددية الأقطاب الذي تقوده روسيا – بوتين . و انقلاب " كييف " قابلته موسكو بإعادة ضم اقليم " القرم " لعرينها رغم مكوثه في حوزة أوكرانيا و بقرار من الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف الأوكراني الأصل و لأسباب مائية و اقتصادية وقتها 60 عاما .و يؤكد الروس بعدم وجود أوكرانيا قبل عام 1917 و بأن قائد ثورة البلاشفة فلاديمير لينين صنع أوكرانيا لأغراض زراعية .
لقد استغل الغرب بقيادة أمريكا و أجهزتهم اللوجستية ظرف الحراك البنديري الأوكراني المتطرف و الثورات البرتقالية التي سبقت و رافقت انقلاب " كييف " عام 2014 و نجحوا في إجراء تدخل جراحي متطرف بهدف شراء أوكرنيا و تحويلها بالكامل مرتعا لحلف " الناتو " ، وهو الذي حصل لاحقا و أفشلته روسيا . وعملت أمريكا – بايدن و ابنه هانتر تحديدا على نشر أكثر من 30 مركزا بيولوجيا منتجا لكوفيد – كورونا الضار بالنسيج السلافي و السوفيتي و الروسي ،و تمكنت من رفع نسبة و منسوب كورونا في تلك المناطق الى أرقام مرتفعة غير مسبوقة . و تحركت أي أمريكا لمساعدة غرب أوكرانيا و بالتعاون مع الغرب على انتاج أكثر من قنبلة نووية أخرى محدودة القوة ، أطلقت عليها روسيا مصطلح " قذرة " ، و تم استهداف خط الغاز نورد ستريم 2 ، و كذلك جسر القرم و أكثر من مرة ، و اغتيلت مجموعة من الصحفيين الروس وفي مقدمتهم داريا دوغينا ،و حوصرت اللغة الروسية ، وتم استهداف الكنيسة الروسية ،والأقتصاد الروسي أيضا ، و التسبب بداية في مقتل أكثر من 15 الف انسان أوكراني و روسي بعد محاولة ضم شرق أوكرانيا للعاصمة " كييف ". و بعد تحرير روسيا لخمسة مناطق أوكرانية معتبرتها روسية مثل " القرم ، و لوغانسك ، و دونيتسك " الدونباس ، و زاباروجا و خيرسون " ، و التوجه روسيا تجاه الدنيبر عبر خاركوف و أوديسا كمشروع تحريري قادم ، كثفت " كييف " من هجمات مسيراتها غربية الصنع تجاه الأراضي الروسية و قوبلت من طرف روسيا بمثلها ذاتية الصنع و بالتعاون مع ايران و كوريا الشمالية كما يرشح اعلاميا .
لقد أصبح زيلينسكي من حيث يعرف أو لا يعرف خادما للغرب و لأمريكا بالذات المناهضون عبر حلفهم " الناتو " لروسيا ،و لتوقيع سلام عادل مع روسيا أصبح المطلوب من نظام " كييف " التزام الحياد و القبول بسلام روسيا التي لم تختار الحرب ، و التي تقبل بأعتراف أوكرانيا بالمناطق التي حررتها روسيا ، و تصعيد الحرب من طرف أوكرانيا بأدوات غربية ستكل في نهاية المطاف كارثة للمكون الأوكراني الغربي .و حديث في الشارع الروسي بعدم قبول سلام مع " كييف " قبل وصول روسيا لمنطقة الدنيبر ، و لا يعتبر الشارع الروسي زيلينسكي رئيسا حقيقيا لأوكرانيا أو ما تبقى منها ، و إنما دمية بيد الغرب خاصة بيد أمريكا و بريطانيا . و زيلينسكي يهودي الأصل متعاطف مع إسرائيل التي لا تنسجم روسيا معها ، و لا تتفق مع مقابلة السابع من أكتوبر الذي لا تتفهمه بحرب ابادة استهدفت المواطنين الفلسطينيين المسالمين و تسببت في استشهاد أكثر من 40 الفا منهم جلهم من الأطفال، وهم القاطنون في بيوتهم الشرعية والذين لم يشتركوا حتى في مقاومة المحتل الإسرائيلي . و المقاومة الفلسطينية و العربية باقية شرعية و مشروعة أقرها القانون الدولي بطبيعة الحال لطرد الأحتلال .
الروس في الزمن السوفيتي لم يسمحوا لأمريكا بتقريب " الناتو " من أفغانستان عام 1979 وسط هيجان الحرب الباردة و ثنائية القطب ،و لن يسمحوا للنظام الأوكرانيا بإدخال " الناتو " الى الأراضي الأوكرانية ، و لدى الروس تجربة مع اليابان عندما هاجمت الأتحاد السوفيتي بقيادة روسيا و خسرت الى الأبد جزر كوريل ، و أوكرانيا – كييف التي شنت حربا على شرق أوكرانيا ومن ثم على روسيا عندما دافعت عنهم من خلال عمليتها الخاصة التحريرية ستبقى خاسرة للمناطق التي حررتها روسيا خاصة اقليم القرم . و لدى روسيا شعاراستراتيجي " من يعتدي يخسر " ، و مقولة سوفيتية لا زالت ماثلة " سلام ضعيف خير من حرب مدمرة " . ومن يعتقد بأن روسيا غير قادرة على السيطرة على مشهد الحرب مخطيء ، و هي تتعامل مع تفاصيلها مرحليا ، و لديها قدرات عسكرية تفوق الخيال على المستووين التقليدي و غير التقليدي النووي و الصاروخي الفرط صوتي ، و أهم الصناعات لدى الروس هي العسكرية المتطورة كل عشر سنوات . ومثلما هنا في منطقتنا العربية نشكك بقدرة روسيا على تشكيل عالم متعدد الأقطاب تجد في روسيا نفسها من يشكك بنفس الأتجاه ، لكن روسيا بوتين ، ومن سيقود روسيا بعد حقبته التاريخية الطويلة ماضية في صناعة عالم متعدد الأقطاب يقودة المجتمع الدولي و ليس روسيا و يبقي الباب مفتوحا على الغرب بالكامل .
مدار الساعة ـ