بعد تصعيد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي المنتهية ولايته و برلمان بلاده أوكرانيا أو ما تبقى منها و بقائه في السلطة بسبب الحرب و فرض الأحكام العرفية للهجته السياسية و بعد مرور عامين على اندلاع العملية الروسية الخاصة الدفاعية الإستباقية التحريرية 2022/ 2024 ، و اعلان رغبته بأن يساعده الغرب في قصف موسكو و قصر " الكرملين " الرئاسي بهدف انهاء الحرب / العملية و تحرير أوكرانيا حسب مقاس تفكيره و الغرب ، يبدو بأنه لا يعرف أو لازال مراهقا سياسيا و لا يريد أن يعرف بأن حياته الشخصية و مصير أوكرانيا كلها و التي يعتبرها الروس روسيا التاريخية سيدخلون دائرة الخطر الحقيقي ، و ربما لا يعرف بأنه يورط حلف " الناتو " مجتمعا بصراع نووي مع روسيا لا يحمد عقباه . و روسيا الأتحادية معروفة دوليا بتفوقها النووي العسكري على كل دول العالم ، و هذه حقيقة و ليست دعاية لروسيا غير المحتاجة لها . و موسكو العاصمة و قصر " الكرملين " الرئاسي محمية نوويا ومن الهجوم الصاروخي الفرط صوتي حتى .
وكم تمنيت و أتمنى أن بقي زيلينسكي فنانا كوميديا خاما للشعب الأوكراني تماما كما عنوان مسرحيته المسلسل " خادم الشعب " التي أنتجها و قدمها بين عامي 2015 و 2019 ، أي بعد عام و أعوام من انقلاب " كييف " الدموي غير الشرعي حسب تقدير موسكو ، و هو الذي أطاح ليس بأخر رئيس أوكراني موالي لروسيا مثل فيكتور يونوكوفيج ، و إنما بمجمل العلاقات التاريخية الأوكرانية الغربية مع روسيا الأتحادية جارة التاريخ في الزمن السوفيتي خاصة ، و بالعلاقات الغربية مع روسيا أيضا و العكس صحيح ، وزاد من شرخ توجه احادية القطب و تعددية الأقطاب ،و أحدث منفعة ذات الوقت لمسار تعددية الأقطاب الذي تقوده روسيا – بوتين . و انقلاب " كييف " قابلته موسكو بإعادة ضم اقليم " القرم " لعرينها رغم مكوثه في حوزة أوكرانيا و بقرار من الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف الأوكراني الأصل و لأسباب مائية و اقتصادية وقتها 60 عاما .و يؤكد الروس بعدم وجود أوكرانيا قبل عام 1917 و بأن قائد ثورة البلاشفة فلاديمير لينين صنع أوكرانيا لأغراض زراعية .
لقد استغل الغرب بقيادة أمريكا و أجهزتهم اللوجستية ظرف الحراك البنديري الأوكراني المتطرف و الثورات البرتقالية التي سبقت و رافقت انقلاب " كييف " عام 2014 و نجحوا في إجراء تدخل جراحي متطرف بهدف شراء أوكرنيا و تحويلها بالكامل مرتعا لحلف " الناتو " ، وهو الذي حصل لاحقا و أفشلته روسيا . وعملت أمريكا – بايدن و ابنه هانتر تحديدا على نشر أكثر من 30 مركزا بيولوجيا منتجا لكوفيد – كورونا الضار بالنسيج السلافي و السوفيتي و الروسي ،و تمكنت من رفع نسبة و منسوب كورونا في تلك المناطق الى أرقام مرتفعة غير مسبوقة . و تحركت أي أمريكا لمساعدة غرب أوكرانيا و بالتعاون مع الغرب على انتاج أكثر من قنبلة نووية أخرى محدودة القوة ، أطلقت عليها روسيا مصطلح " قذرة " ، و تم استهداف خط الغاز نورد ستريم 2 ، و كذلك جسر القرم و أكثر من مرة ، و اغتيلت مجموعة من الصحفيين الروس وفي مقدمتهم داريا دوغينا ،و حوصرت اللغة الروسية ، وتم استهداف الكنيسة الروسية ،والأقتصاد الروسي أيضا ، و التسبب بداية في مقتل أكثر من 15 الف انسان أوكراني و روسي بعد محاولة ضم شرق أوكرانيا للعاصمة " كييف ". و بعد تحرير روسيا لخمسة مناطق أوكرانية معتبرتها روسية مثل " القرم ، و لوغانسك ، و دونيتسك " الدونباس ، و زاباروجا و خيرسون " ، و التوجه روسيا تجاه الدنيبر عبر خاركوف و أوديسا كمشروع تحريري قادم ، كثفت " كييف " من هجمات مسيراتها غربية الصنع تجاه الأراضي الروسية و قوبلت من طرف روسيا بمثلها ذاتية الصنع و بالتعاون مع ايران و كوريا الشمالية كما يرشح اعلاميا .
لقد أصبح زيلينسكي من حيث يعرف أو لا يعرف خادما للغرب و لأمريكا بالذات المناهضون عبر حلفهم " الناتو " لروسيا ،و لتوقيع سلام عادل مع روسيا أصبح المطلوب من نظام " كييف " التزام الحياد و القبول بسلام روسيا التي لم تختار الحرب ، و التي تقبل بأعتراف أوكرانيا بالمناطق التي حررتها روسيا ، و تصعيد الحرب من طرف أوكرانيا بأدوات غربية ستكل في نهاية المطاف كارثة للمكون الأوكراني الغربي .و حديث في الشارع الروسي بعدم قبول سلام مع " كييف " قبل وصول روسيا لمنطقة الدنيبر ، و لا يعتبر الشارع الروسي زيلينسكي رئيسا حقيقيا لأوكرانيا أو ما تبقى منها ، و إنما دمية بيد الغرب خاصة بيد أمريكا و بريطانيا . و زيلينسكي يهودي الأصل متعاطف مع إسرائيل التي لا تنسجم روسيا معها ، و لا تتفق مع مقابلة السابع من أكتوبر الذي لا تتفهمه بحرب ابادة استهدفت المواطنين الفلسطينيين المسالمين و تسببت في استشهاد أكثر من 40 الفا منهم جلهم من الأطفال، وهم القاطنون في بيوتهم الشرعية والذين لم يشتركوا حتى في مقاومة المحتل الإسرائيلي . و المقاومة الفلسطينية و العربية باقية شرعية و مشروعة أقرها القانون الدولي بطبيعة الحال لطرد الأحتلال .
الروس في الزمن السوفيتي لم يسمحوا لأمريكا بتقريب " الناتو " من أفغانستان عام 1979 وسط هيجان الحرب الباردة و ثنائية القطب ،و لن يسمحوا للنظام الأوكرانيا بإدخال " الناتو " الى الأراضي الأوكرانية ، و لدى الروس تجربة مع اليابان عندما هاجمت الأتحاد السوفيتي بقيادة روسيا و خسرت الى الأبد جزر كوريل ، و أوكرانيا – كييف التي شنت حربا على شرق أوكرانيا ومن ثم على روسيا عندما دافعت عنهم من خلال عمليتها الخاصة التحريرية ستبقى خاسرة للمناطق التي حررتها روسيا خاصة اقليم القرم . و لدى روسيا شعاراستراتيجي " من يعتدي يخسر " ، و مقولة سوفيتية لا زالت ماثلة " سلام ضعيف خير من حرب مدمرة " . ومن يعتقد بأن روسيا غير قادرة على السيطرة على مشهد الحرب مخطيء ، و هي تتعامل مع تفاصيلها مرحليا ، و لديها قدرات عسكرية تفوق الخيال على المستووين التقليدي و غير التقليدي النووي و الصاروخي الفرط صوتي ، و أهم الصناعات لدى الروس هي العسكرية المتطورة كل عشر سنوات . ومثلما هنا في منطقتنا العربية نشكك بقدرة روسيا على تشكيل عالم متعدد الأقطاب تجد في روسيا نفسها من يشكك بنفس الأتجاه ، لكن روسيا بوتين ، ومن سيقود روسيا بعد حقبته التاريخية الطويلة ماضية في صناعة عالم متعدد الأقطاب يقودة المجتمع الدولي و ليس روسيا و يبقي الباب مفتوحا على الغرب بالكامل .