مدار الساعة - كتبت: نبيهة نواف الرفاعـي - بعد الانتقادات على ورود أسماء لبعض الفنانين وصورهم بالمنهاج الأردني، سميرة توفيق وعبده موسى، وموسى حجازين، هم بنظري أفضل من نابليون الذي أتانا غازيًا وقتل الآلاف من العرب، ولم ينجو من سيفه حتى طلبة العلم بالأزهر، حتى العميان منهم، وهم بنظري أفضل من كروستوفر كولومبوس وماجلان فقد احتوا أماكن من مناهجنا وذاكرتنا ودرسونا عنهم، وهم من قتل الكثير من المسلمين، وبالآخر نمجدهم والتاريخ ونحن نعظمهم، وأفضل من كل الإتحاد الأوروبي وحروبهم الصليبية السابقة واللاحقة.
فقد قطعوا الطريق على الآلاف من الحجاج المسلمين بالبحار والمحيطات، وقاموا باقتلاع عيونهم، وقطوا أوصالهم ورموهم لأسماك القرش، حتى جاء البطل الزنجي المسلم الزومبي، وقاتل الصليبين، وتغلب علوهم فتوكدوا ضده وجعلونا نظنه ونقتنع نحن وأطفالنا بأنه عنوان للإجرام وللرعب وهم أفضل من مارادونا وميسي ومادونا، ورؤساء أمريكا وأوروبا والغرب والشواذ وشباطين العالم.
سميرة توفيق بملابسها المميزه بلا "مزلط أو مشلط" ولم يشف أو يصف أدخلت البهجة على قلوب الأردنيين الختايرة منهم بالخصوص، بلا إسفاف، كلها هالغمزة بيغمزها أيَّن كان، وحجازين انتقد "نقد بناء" وعبده موسى أعاد شعر الآباء والأجداد بمترادفاته الجميلة بجرتة على الربابة بوقت كانت قد ضاعت الهوية الاردنية بكافة الأشياء -والتعن أبو الجينات- جينات الأردنيين، فقد عاصرنا جيلي انا وجيل أخوتي المسخرة.
والمسخرة على الشاعر عرار، وملابسنا وطبخاتنا ورموزنا الوطنية، وعلى كل ما هو أردني، مهما كان كبيرًا او صغيرًا مقامًا أو حجمًا.
لقد عشنا زمن التنمر وهذا المصطلح الجديد الذي يطلق الآن على التصغير والتهميش والتقليل على كل ما ماهو أردني، فيا سقا الله أيام الختيارية لما كانوا يرفعوا صوت التلفزيون ليسمعوا صوت سميرة توفيق ويشاهدوا أغنيتها، وسقا الله على أيام عبده موسى حين كنا نريد أن نعرف الفرق "بين جدلي، وجد لي" وبين "الجد الهزل" وبين الجد الجديد الخ… على فكرة راقت لي وأعجبتني لأنهم تذكروا أخيرًا التراث الأردني، حتى لوكانت غناني أو أغاني .. عقبال يتذكروا متعب الصقار وفارس عوض وجميل العاص وتوفيق النمري.