حاليا على الحكومة مسابقة الزمن وعقارب الساعة لتنفيذ اولويات رؤى التحديث الاقتصادي والاداري وعدد من المشاريع القومية المنبثقة عنها، فلا وقت لهذه الحكومة لتضيعه فهو كالسيف ان لم تقطعه قطعها،ومن هنا سيكون شعار الحكومة الجديدة وعنوانها للمرحلة المقبلة، فكيف تبدأ ومن اين ؟.
البداية يجب ان تكون من حيث انتهت الحكومة السابقة التي عبدت الطريق امام هذه الحكومة تشريعيا وقانونيا وتنفيذا لرؤى التحديث السياسية والاقتصادية والادارية، وانهت وضع كافة التصورات لاهم مشروعين يمكن لهما احداث فرق في حياتنا الاقتصادية كمشروع الناقل الوطني والسكك الحديدة، والاهم ان تمضي في تنفيذ اولويات الرؤى الاقتصادية بطريقة اسرع و اكثر ديناميكية من السابق.
الحكومة الجديدة ليس عليها عبء وضع"الخطط والسيناريوهات"لطالما هي موجودة ومتفق عليها،ولهذا فان مهمتها الرئيسة تنفيذية بأمتياز وعليها الاسراع بترجمتها ليلمس المواطنون اثرها الاقتصادي وخاصة ان غالبية فريقها الاقتصادي والوزاري كانوا ممن شاركوا بوضع رؤى التحديث الثلاث ولهم دراية كاملة وكافية بها.
الاهداف التي ستمضي الحكومة بتحقيها تم تأطيرها في كتاب التكليف السامي ومنبثقة من رؤى التحديث التي بدأها الاردن منذ اربع سنوات تقريبا، ما يجعل من استكمال تنفيذ اولويات الرؤى دون الحياد عنها اول طرق النجاح لهذه الحكومة لما حملته من اولويات هدفها رفع جودة الخدمات للمواطنين وتوفير"فرص العمل» وخفض نسب الفقر و تحقيق التنمية المستدامة و الوصول للاكتفاء الذاتي وتخفيض المديونية ورفع نسب النمو الاقتصادي.
لهذا انصح هذه الحكومة ولكي لا تتغلب عليها «عقارب الساعة» ويباغتها الوقت بأن لاتحيد عن عبور طريق رؤية التحديث الاقتصادي والاداري حتى وان كان لها افكار وتطلعات اخرى،فما اتفق عليه الجميع دائما ما يكون الخيار الصحيح، والاهم ان تكاشف المواطنين في كل اجراءاتها وان تسبق الشعبويين والمزاودين دائما في خطوتين لكي لايعيقوا حركتها ويعطلوها.
الخلاصة، الجميع يعلم «حجم التحديات» التي واجهها ويواجهها اقتصادنا جراء الاضطرابات الاقليمية والعالمية المتتالية ومع ذلك استطعنا ان نحافظ على استقرارنا الاقتصادي تصاعديا، ومن هنا فان اول مهمة للحكومة تكمن في المحافظة على الاستقرار النقدي والمالي وتعزيزه، ومن ثم البدء بتنفيذ المشاريع القومية والتحوط لاي متغيرات جديدة،والاهم ان تغلق اذانها وابوابها امام الشعبويين والمزاودين والمحبطين لكي لا تتأخر عن واجباتها المفروضة في الرؤى، فعقارب الساعة لا ترحم فان تجاوزتك لن تلحق بها ابدا.