أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

البرامج أم الفكر.. الشعب قرر؛ انتخابات 2024


زيد أمين المشاقبة

البرامج أم الفكر.. الشعب قرر؛ انتخابات 2024

مدار الساعة ـ
في وسط ضجيج النتائج الانتخابية لا يمكن غض البصر من فشل الأحزاب المقربة من الحكومة في القائمة العامة، وحصولهم على فتات من المقاعد (لا يتجاوز السبعة مقاعد) وحصول حزب جبهة العمل الاسلامي على ما يقارب نصف مليون ناخب وناخبة للدقة (464,350). فما هي الاسباب التي أدت بنا نحو تلك النتيجة؟ أكانت افكار الاسلاميين وبرامجهم مبهرة؟ ام لم تحتمل احزاب الدولة "البرامجية" من التنافس مع حزب يحمل فكراً وايديولوجية؟
لمحاولة استيعاب حجم النجاح وكمية الاصوات التي نالها حزب جبهة العمل الاسلامي علينا المقارنة بأحد الاحزاب الاخرى الذي كان من المتوقع حصوله على عشرة مقاعد في القائمة العامة هو حزب الميثاق الوطني، حزب نصف اعضائه من الوزراء السابقين والشباب "المستوزرين" وتفاخر أمينه العام لمدة سنتين بحصوله على اكبر عددٍ من المنتسبين ونشر في العاصمة والمحافظات اعلانات ليس بالشارع فقط بل بلوحات ضخمة على البنايات وبأحد عشر مقراً حزبيا وبأكثر من عشرة آلاف عضو في الحزب لم يستطع الحصول على المرتبة الاولى في أي دائرة انتخابية من الدائرة العامة. والتجأ الى الحصول على المرتبة الثانية في خمس دوائر، الثالثة في اثنتين والرابعة في واحدة. أما الاسلاميون فحصدوا المرتبة الاولى في جميع الدوائر الانتخابية الا دائرة بدو الوسط التي حصدها الدكتور حيدر الزبن من الحزب الشيوعي الاردني بأكثر من 8 الاف صوت.
يأتي السبب الاول من عدم فهم المواطن الاردني أهداف وبرامج تلك الاحزاب؛ هي عدم قيام كوادر الاحزاب بشرح برامجها بطريقة صحيحة فكان هناك ثلاثة يافطات مكتوب عليها سيادة القانون كل واحدة منها لحزب مختلف، بشعارات لا تختلف عن الجمل التي تتبناها المؤسسات الوطنية. ثانياً،الاسماء المتكررة والمشتتة للمواطن الاردني ففي البداية لدينا كلمات تحفيزية تبدأ بها يومك لا اسماء احزاب قادرة على بناء وطنٍ. فهل بالفعل فكر الامناء العامون بأن المواطنين سيفرقون بين كل تلك الاحزاب على ورقة الاقتراع؟. ثالثاً، عزوف العديد من المواطنين عن الاقتراع وأخذ يوم الثلاثاء "عطلة واستراحة" خصيصا في المدن الكبرى، مما اعطى الاخوان الفرصة الاضخم باستخدام قواعدهم وزخمهم الشعبي في تلك المدن وحصد اكبر عدد من الاصوات.
احزاب برامجية لم تنشأ إلا لهذه الدورة الانتخابية ومنذ السنة الماضية فقط؛ منطقيا ليست لديها القدرة على التنافس مع حزب يعمل منذ نشأة الدولة الاردنية بفكر واضح وصريح من الاسم فقط وحتى مع جميع ادوات الضغط، تصدر ذلك الحزب اغلب نتائج الدوائر العامة والمحلية في المحافظات والعاصمة. أحزاب ترتدي شعار الوسطية ولا يمكن تعريف "برامجها" الي أي اتجاهٍ تتجه؛ إقتصاديا ديمقراطي اجتماعي وإجتماعي يميني؟ فما الذي يميز تلك الاحزاب حقاً هل إختلاف الوزير السابق الذي يمسكها كافياً على وجود برنامج وأطروحاتٍ مختلفة؟
في النهاية، على جميع الاحزاب مراجعة عملها في هذه الانتخابات وما الاخطاء التي تسببت بفشلها الذريع؛ وأخذ الاربع سنين القادمة لزيادة التعاون مع الأحزاب الاخرى والعمل الميداني لإستقطاب عدد أكبر من المؤازرين والأعضاء للاستعداد للانتخابات اللامركزية والنيابية المقبلة. واذا كانت بالحقيقة هنالك محاولات لمحاربة التيار الاسلامي فعلى السلطات اخذ اطروحات اخرى ذات فكرٍ وطني لا من الاحزاب التي اظهرت عدم قدرتها على المنافسة في هذه الانتخابات بعد انفاق مئات الآلاف على حملاتها الانتخابية، وأدام الله خيرك يا وطن.
مدار الساعة ـ