في كل الرسائل التي يبعثها البعض الى رئيس الوزراء المكلف عبر التواصل الاجتماعي تشير الى ان "اسعار السلع " وصلت حد الجنون، ويصرون على جحود ونكران حالة " الاستقرار الاقتصادي " التي نعيشها مقارنة مع الدول التي حولنا والعالم ونجاحنا بتجاوز اخطر ثلاثة تحديات بعمر المملكة ،وهنا اسأل اين هي الاسعار التي ارتفعت ؟ وماذا تغير علينا اقتصاديا؟
العالم اجمع وكل من"يزور المملكة" سواء أكان عربيا او اجنبيا و مغتربين ووكالات التصنيف العالمية يندهشون بحالة الاستقرار التي نعيشها وبقاء الحال على ما كان عليه وعدم تأثرنا "بالتضخم وارتفاع الاسعار" العالمية وانقطاع السلع واستمرار الحياة دون تغيير مواجهين اصعب التحديات مثل كورونا والحرب الروسية وعدوان غزة متفوقين عليها رغم قلة الامكانيات والموارد لدينا اقتصادنا ، معترفين لنا بقصة نجاح مبهرة .
ورغم كل هذه الاشادات وحالة الانبهار العالمي بقوة اقتصادنا ومنعته وتمكنه وقدرته بمواجهة كل هذه التحديات وباقل الخسائر مقارنة مع دول ذات امكانيات قوية في كل العالم ، مازال البعض لدينا من السوداويين مصرين على حالة الجحود والنكران والاعتراف بالانتصار الاردني الاقتصادي الذي مازال يتحقق حتى يومنا هذا في كل شيء ، متسلحين بجحودهم وسلبيتهم بالشعبويات والمزاودة والاكاذيب واختلاقها بعيدا عن الواقع.
للاسف يتحججون بظروف المواطنين الاقتصادية الصعبة والتي تنفيها وتكذبها ما نشاهده من استمرار الحياة والمعاش وما اعتاد عليه المواطنون في حياتهم اليومية ، وهنا استنتجت شيئا مهما ان الوحيدين في وطني ممن لايتذمرون ولايشكون ويحمدون ما يعيشون فيه هم الفقراء والبسطاء .
انا شخصيا لم ار في عيني ولم اسمع عن اردني نام جائعا ولا عاريا ، لم ار اردنيا تتلقفه كردورات المستشفيات كما شاهدنا في اوروبا ، ولم ار اردنيا وقف طابورا لشراء الخبز ، ولم اشاهده ينهب الرفوف ولم اشاهده يتسرح من عمله ، ولم اشاهده يعاني لعدم قدرته على الشراء جراء التضخم ، ولم اسمع عن سلعة في اسواقنا ارتفعت ، ولم اسمع عن مصنع اغلق ، وشاهدت محال تغلق وعشرات تفتح مكانها ، ولم اشاهد انقطاعات مبرمجة للطاقة ولم ارائهم على محطات المحروقات لايجودا تموين مركباتهم .
كما انني شاهدت الصادرات ترتفع الضعف والسياحة تزيد النصف والاستثمار يرتفع والاستقرار النقدي مميز والاحتياطي يقفز تاريخيا ، ولمست البطالة تنخفض ، وشاهدت مشتريات الاردنيين من السيارات والهواتف ترتفع عن ذي قبل وسياحتهم الخارجية تقفز الضعف ، فماذا تغير اذن لنشهد هذا الجحود والنكران والتذمر ؟.
الخلاصة ، ما يشهد لنا فيه الغريب ويتغنون به لنا ينكره القريب للاسف الذي يعيش هذا الاستقرار و التقدم بالرغم من ضعف امكانياتنا الا اننا كنا الاقوى في كل شيء سياسيا واقتصاديا وامنيا ، وهنا ارجو كل هؤلاء ان اعتادوا على امتطاء حصان الانتهازية والتسلق والشعبوية للوصول الى مبتغاكم ومصالحكم الشخصية فلا تجردوا الوطن من جهد يبذل وانجاز يتحقق ، فهو جهد جماعي لا ينكره الا جاحد حاقد انتهازي ووصولي ليس منا .