مدار الساعة - كتبت: جوان الكردي - منذ لحظة تعيين جعفر حسان رئيسًا للوزراء، سرعان ما تحولت الأنظار إليه، ولكن ليس لمناقشة خططه السياسية أو استراتيجياته لحل الأزمات؛ بل انشغل الكثيرون بالتغزل بجماله وأناقة مظهره. فقد أصبح الرجل حديث المنصات الاجتماعية، حيث ركز عدد كبير من النساء بشكل ملحوظ على وسامته وجاذبيته، مما أضفى طابعاً غير متوقع على النقاش حول رئيس الوزراء الجديد.
هذا الاهتمام الكبير بجمال حسان يثير تساؤلات حول طبيعة الأولويات في المجتمع؛ كيف يمكن أن يتفوق الحديث عن مظهره الشخصي على منصبه وأعبائه السياسية؟ وكيف تحولت وسامة رئيس الوزراء إلى موضوع رئيسي يطغى على القضايا الأهم التي تواجه البلد.
لم يكن الحديث عن جعفر حسان مقتصراً على الدوائر السياسية أو النخب المثقفة، بل امتد ليشمل شريحة واسعة من النساء اللواتي وجدن في مظهره جاذبية غير معتادة في الساحة السياسية. وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بالتعليقات التي تعبر عن إعجاب كبير بجمال رئيس الوزراء، حتى أن بعضهن وصفنه بأنه "أكثر رئيس وزراء وسامة" مر على الأردن.
منشورات وصور ترافقت مع تعليقات مثل "الوزير الوسيم" و"رئيس الوزراء الجذاب"، وأصبحت وسامته محور حديث في بعض المجتمعات النسائية، سواء في الحياة اليومية أو عبر وسائل التواصل. هذه الظاهرة الغزلية الكبيرة تجاه رئيس الوزراء تجعل من الواضح أن المظهر الخارجي يلعب دورًا قويًا في تشكيل الانطباعات، حتى عندما يتعلق الأمر بأعلى المناصب في الدولة.
رغم هذا الانبهار، لا يمكن إغفال الحقيقة الأساسية: أن جعفر حسان لم يُعيّن رئيسًا للوزراء بسبب وسامته، بل لتحمل أعباء ومسؤوليات ضخمة تتطلب قيادة حازمة ورؤية مستقبلية واضحة. الأردن يمر بفترة حرجة تحتاج إلى قرارات شجاعة وإصلاحات جدية، ولا يمكن أن يكون الجمال معيارًا للحكم على نجاح رئيس الوزراء.
الأعباء التي يتحملها حسان ليست بسيطة، فهو مطالب بالتعامل مع القضايا الأهم
الولاية العامة
ونهج تشكيل الحكومات
وقصة الحريات
وسيادة الدولة واستقلالها
واحترام الدستور والقانون والاقتصاد المتعثر، وتحسين الخدمات العامة. هذا الحمل الثقيل يتطلب شخصية قيادية تمتلك الخبرة والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، وهو ما يجب أن يركز عليه بدلًا من الانشغال بمظهره الخارجي.
الجمال لا يغني عن الإنجازات
لا شك أن جعفر حسان يتمتع بجاذبية لافتة، ولكن هذه الجاذبية لا يمكن أن تكون بديلاً عن تقييمه بناءً على قدراته وإنجازاته في النهاية، سيُحكم على رئيس الوزراء بناءً على ما سيقدمه للأردن من حلول عملية للأزمات الحالية،وعلى الرغم من أن جماله قد جلب له الكثير من الاهتمام، إلا أن ما سيحدد إرثه السياسي هو مدى نجاحه في تجاوز التحديات وتحقيق المطلوب.
الحديث عن جمال رئيس الوزراء يجب أن يكون جانباً هامشياً في النقاش العام، والأولوية يجب أن تُعطى لتقييم أدائه على أساس قدراته القيادية وبرامجه السياسية. النساء اللواتي ركزن على وسامته مدعوات أيضًا للمشاركة في نقاش أعمق حول رؤيته لمستقبل البلاد وإسهاماته في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
في نهاية المطاف، الجمال قد يجذب الأنظار في البداية، ولكن النجاح السياسي يعتمد على الأداء والعمل الجاد. يجب أن نتخطى هذه المرحلة من التركيز على الجاذبية الشخصية، ونركز على ما يقدمه من حلول للتحديات الراهنة.
بينما يجذب جعفر حسان اهتمامًا واسعًا بسبب وسامته، خاصة بين شريحة من النساء، يجب ألا ننسى أن منصبه يفرض عليه أعباء ومسؤوليات ضخمة. الجمال وحده لا يكفي لحل الأزمات التي تواجه البلاد، وما سيُذكر عنه في النهاية هو مدى نجاحه في قيادة الأردن نحو مستقبل أفضل، وليس وسامته.