نعم اليوم الاردن اقوى كما قال الملك عبدالله الثاني. ونعم أثبت قدرته على المضي للأمام بثقة ونجاح، رغم كل التحديات. وهذا بالطبع يفرض تحديات ويمنح مزايا ويعطي فرصا.
يعلم الجميع ان التكاتف والتعاون يجب ان يكون عنوان المرحلة المقبلة.. هذا ما وجّه به جلالة الملك في لقاء يوم أمس مع المعنيين عن ملف الانتخابات النيابية وعلى رأسهم الهيئة المستقلة للنتخاب.
العمل أيضاً بيد واحدة بصدق وأمانة واخلاص لمصلحة الوطن وشعبه.
هذه دعوة ملكية بان تقدم الأحزاب "برامج واقعية وقوية ومسؤولة تتفاعل من خلالها مع المجتمع، وأن يكون أمن الأردن واستقراره وازدهاره أولوية الجميع".
"برامج واقعية وقوية ومسؤولة يتفاعل معها المجتمع"، وهذا تماما جوهر العمل الحزبي: الناس وتفاعلهم والا فأي فارق يمكن ان يقدمه العمل الحزبي من دون ذلك."!
إن ما نعيشه اليوم من بدء تنفيذ مشروع التحديث السياسي ما هو إلّا جزء يسير من الرؤى الملكية التي أتت منذ تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ومع انتهاء الاستحاق الدستوري والنظر للمرحلة المقبلة يأتي التوجيه الملكي خلال لقاء الملك بالمعنيين عن العملية الانتخابية مهم وذو اشارات محورية يؤكد على ضرورة أن يعمل الجميع يدا واحدة بصدق وأمانة وإخلاص لمصلحة الوطن وشعبه، كون أن الرسالة الملكية واضحة ويجب الآن على الجميع أن يعمل على تطبيقها.
لعل الطلب الملكي في أن تكون أولويات الأحزاب وطنية وأن تعمل بعيداً عن أي مصالح أُخرى اشارة واضحة من جلالة الملك لتسهيل مهام الأحزاب وتفعيل دور نوابهم داخل البرلمان وهذا يؤكد ضرورة بناء التحالفات والائتلافات البرلمانية للعمل الجماعي وتفعيله ضمن أسس عملية ليقدم نهضة حقيقية في التشريع والرقابة النيابية وأن يكون العمل البرلماني مؤثر فعلاً وليس مجرد رأي.
المرحلة القادمة بحاجة لتكاتف الجميع من أجل الوطن، وسيكون الشباب فعلاً مساندين لا متفرجين من أجل تحقيق الرؤى الملكية السامية في أول اختبار لمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.