مدار الساعة - في قلب مدينة العقبة، حيث تتمازج زرقة البحر الأحمر مع تاريخ يمتد لأكثر من مئة عام، يفتح متحف الأمن العام أبوابه ببهاء ،يُعتبر هذا المتحف نافذة فريدة تعرض تاريخ جهاز الأمن العام الأردني، مسلطًا الضوء على الجهود التي بذلتها المملكة في توثيق تراثها الأمني وحفظه للأجيال القادمة.
افتتح المتحف أبوابه أخيرا ليكون نقطة التقاء بين الحاضر والماضي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجولة تاريخية تعكس تطور جهاز الأمن العام منذ تأسيسه في العام 1921. عبر مجموعة من الوثائق والصور القديمة، ينتقل الزائرون عبر الزمن، مستشعرين التحولات التي مرَّ بها الجهاز على مر العقود.
استُقِبل الزوار بحفاوة في مبنى تاريخي يعود إلى ثلاثينيات القرن العشرين، حيث كان يُستخدم كمركز شرطة العقبة الشمالي. لم يكن هذا البناء مجرد جدران، بل كان شاهدًا على الكثير من الأحداث الأمنية التي شكلت هوية الأردن. ابتداءً من عام 2002، وخروج المبنى من الخدمة، بدأت فكرة تحويله إلى متحف تُعيد إحياء ذاكرة الجهود الأمنية.
داخل قاعات المتحف، تنتشر المعروضات المتنوعة التي تجسد مراحل مختلفة من تاريخ الأمن العام. تثير الأزياء الرسمية المعروضات اهتمام الزوار، ففي كل تصميم، هناك قصة ومعانٍ ترمز إلى حقب تاريخية مختلفة. كما تتنوع الأسلحة والمعدات، من القديمة التي تُستخدم في الماضي إلى الأحدث التي تعكس التطور التكنولوجي في مجال الأمن.
والتفت الزوار أمام السيارات التاريخية، تلك المركبات التي جابت شوارع المدن، وبدأت تتسابق مع الزمن، تروي حكايات رجال الأمن الذين كانوا أبرز حراس الوطن. بين الصور التاريخية والوثائق، يكتشف الزائر أحداثًا مهمة ساهمت في تشكيل مسيرة الجهاز، وأسماء بارزة كان لها دور في حماية البلاد.
حفل الافتتاح كان حدثًا مميزًا، حيث جمع شخصيات رسمية ومواطنين أعربوا عن إعجابهم بالتنظيم وجودة المعروضات. مدير الأمن العام أكد خلال كلمته في حفل الافتتاح أن المتحف يمثل تقديرًا لجهود منتسبي جهاز الأمن العام على مر السنين، ويعزز العلاقة المكانية بين الجهاز والمجتمع. كما أشار إلى أهمية هذا الموروث الوطني الذي يخدم كل الأردنيين ويعكس الروابط التاريخية التي تجمعهم مع الهاشميين.
ومع تواصل زيارات المواطنين، بدأ المتحف يخطف الأضواء، حيث أكد العديد من الزوار أنهم وجدوا فيه تجربة تثقيفية ممتعة تعزز فهمهم لدور جهاز الأمن العام في حماية الوطن. ومع الخطط المستقبلية لتنظيم فعاليات تعليمية وتثقيفية، يصبح المتحف بمثابة منارة للوعي الأمني، يهدف إلى تزويد الأجيال الشابة بالمعلومات اللازمة لفهم تاريخهم.
يبدو أن متحف الأمن العام في العقبة قد حظي بفرصة مميزة ليصبح وجهة محببة لدى عشاق التاريخ والمهتمين بالأمن. ومع مرور الوقت، يُتوقع أن يسهم هذا المكان في تعزيز الثقافة الأمنية، وفتح آفاق جديدة للزوار المحليين والأجانب على حد سواء.بترا