مدار البساعة - تصادف اليوم الذكرى الثانية عشر لرحيل الشيخ ضرار المفتي (أبومختار)
ضرار محمد مختار المفتي(1940- 2012). ينتمي السيد ضرار المفتي، إلى عائلة عرفت بالعلم والمعرفة، وكان لها باع في العلوم الإسلامية الفقهية الشرعية، فعائلته تنتسب إلى السادة الأشراف، الذين اضطلعوا بدورهم في خدمة الدين والأمة الإسلامية، من خلال أعلامهم ومشايخهم الذين انتشروا في الأرض، يعلمون الناس، ويغيثون الملهوف، ويرفعون مشاعل العلم، فبالإضافة للمكانة الدينية للأشراف، فلقد حظوا بمكانة اجتماعية، قوامها المحبة والتقدير، فكانوا أهل تواضع، في رقة من غير ضعف، وقوة بالعلم والإيمان من غير تكبر أو تجبر، مما قربهم من العامة حتى لا تفرقهم عنهم. (أنظر مقال هزاع البراري، جريدة الرأي الأردنية يوم الاثنين 4/كانون الثاني /2010 قسم أبواب) نعم ينحدر السيد ضرار المفتي من الأسرة الشريفة آل المفتي الآمدي ، ولقبت عائلته بالمفتي نسبة إلى جدهم الأعلى شيخ الإسلام الشريف عمر الحسنى مفتي الديار العثمانية وبلاد الشام ، ونسبهم مدون في نقابات الأشراف والأرشيف العثماني وينحدرون من فرع أمير المدينة المنورة "أحمد المسسير" وهي عائلة ريانة العلم والأدب لها رموزها التاريخية وأعلامها.( أنظر كتاب جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية ، تأليف رئيس جمعية السادة الأشراف الدكتور كمال الحوت ،الطبعة الثانية 1984 )
جاء والده الشريف الطبيب محمد مختار المفتي طبيبا في عهد الحكم الفيصلي عام 1919م وعين أول طبيب في الكرك ثم عين عمه الشريف الطبيب محمد فريد المفتي أول طبيب لبلدية عمان وهما من مؤسسي العمل الطبي في إمارة شرق الأردن ( أنظر كتاب عمان في العهد الهاشمي الجزء الأول 1916 - 1952 للدكتورة هند ابو الشعر والدكتور نوفان الحمود). (وانظر البدايات الأولى للمستشفيات والمعالجة الطبية في شرق الأردن 1883 - 1946 للدكتور عادل زيادات-عمادة البحث العلمي-جامعة اليرموك)
والسيد ضرار هو من مواليد الكرك عام 1940 م
تخرج من مدرسة الكرك الثانوية للبنين (1958م)
التحق بالكلية الحربية الملكية وتخرج ضابطا برتبة ملازم ثاني (1960) وتمّ معادلة شهادته مؤخرا بليسانس في العلوم السكرية من جامعة مؤتة. وكان قائدا لسرية في سلاح المدفعية الملكي على أسوار القدس.أحيل إلى التقاعد (1964)
ثم تفرغ للعمل الاجتماعي تطوعا لمرضاة الله عز وجل، حيث خدماته ومآثره بارزة متميزة ، وهي من واقع نشأته، اصبح شيخاً يحظى بمحبة الناس في كل مكان، وتقديرهم له ، عاش حياته مبتعداً عن المنافع رافضاً الركض وراء الدنيا وملذاتها ، مفضلاً العمل والخدمة العامة إلى ما ينفع الوطن وابناء المجتمع ، معتكفاً في محراب الخدمة وإصلاح ذات البين بين الناس ، الكبير والصغيرفي منطقته يعرفه ويعشقه لتواضعه وحسن خلقه. حفر اسمه بجدارة في قلب وطنه الاردني ليصبح محطة اساسيه للخير والخدمة العامة، كان رئيسا لنادي شباب هملان 1982- 1989وكان نائبا لرئيس تنمية المجتمع المحلي لمنطقة شرق عمان 1985-1994. كتب مذكراته عن رجالات الكرك في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ويعمل أستاذ التاريخ الدكتور محمد علي الأحمد على تحقيق الكتاب وإخراجه.