أيام قليله تفصلنا عن الحق الدستوري لكل أردني وأردنية، فالانتخابات البرلمانية هي أهم أدوات الديمقراطية الحديثة، ونجاح هذه العملية يقترن بالذهاب إلى صناديق الإقتراع والتعبير عن رأينا واختيار من يمثلنا.
الانتخابات ليست مجرد موسم أو مناسبة سياسية عابره؛ بل هي فرصة حقيقية لنكون كمواطنين جزءًا أساسياً في صنع القرار وتشكيل مستقبل البلاد، فالصوت داخل الصندوق ليس حبراً على ورق بل هو حقّ وواجب؛ حقٌ، لنكون أساس العملية الديمقراطية ومصدر التشريع من خلال اختيار من يمثلنا داخل المؤسسة التشريعية ويعبّر عن إرادتنا، وواجب، أن نشارك ونحدث التغيير الذي نريد، وينشده قائد البلاد في الوصول إلى مجلس نواب يقوم على أسسٍ وبرامج وعمل حزبي.
إن الانتخابات البرلمانية أداة للتعبير عن مدى وعي واهتمام الأفراد بما يحدث من حولهم، ووسيلة لتحديد من ينوب عنّا ويحمل همومنا ومطالبنا.
لماذا يجب ان أشارك ؟
من حيث الواجب الوطني فهو أحد أشكال الإنتماء للوطن، لأننا نعيش في دولة نظامها ديمقراطي يمنحنا الفرصة لاختيار ممثلينا في النظام السياسي، وبالتالي نحن من يختار أعضاء مؤسسة تشريع القوانين، والامتناع عن التصويت ما هو إلا تخلٍ عن أداء الواجب وحمل المسؤولية، فعدم المشارك يعني وصول أشخاص إلى البرلمان لا يمثلوا رأي الأغلبية بل رأي فئة محددة وهنا علينا تحمّل عواقب اختيارات الآخرين؛ لأننا باختصار تنازلنا عن حقّنا في التصويت، فالمشاركة هي القلم الذي سيرسم ملامح مستقبل البلاد، والاختيار الصحيح للمرشحين هو الحبر الذي سيحدد ملامح هذا المستقبل وشكله.
الانتخابات ليست فقط اختيارًا للنواب، بل هي فرصة لنا لمحاسبة من خذلنا ولم يلتزم بوعوده، وامتناعنا عن التصويت يعني أننا منحنا الفرصة لفئات محددة نشطة سياسيًا لفرض مصالحها ورؤاها، وهذا قد يؤدي إلى سيطرة أقلية على القرارات التي تخص الأغلبية الصامته مما يعني ترك الساحة مفتوحة أمام السياسيين دون ضغط شعبي.
المشاركة في الانتخابات البرلمانية ليست مجرد حق، بل هي مسؤولية جماعية وفردية، هي واجب وطني يساهم في تعزيز الديمقراطية وتحقيق التمثيل العادل، من خلال التصويت، نؤكد على رغبتنا في بناء مجتمع أفضل وتشكيل مستقبل يعكس طموحاتنا ويخدم بلادنا.