إخوتي وأخواتي من أبناء الوطن الغالي،
في العاشر من أيلول، يقف الوطن على عتبة مرحلة جديدة ومفصلية من مسيرته الإصلاحية. إن الانتخابات النيابية المقبلة ليست مجرد استحقاق دستوري عابر، بل هي لحظة تاريخية تتطلب منا جميعاً الإلتزام والمسؤولية لتحقيق تطلعاتنا المشتركة. إن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، قد أكد مراراً وتكرارًا التزامه التام برعاية وإنجاح عملية التحديث السياسي التي تتجلى في تعزيز المشاركة الشعبية وتمكين الأجيال الشابة والمرأة في صناعة القرار.
لقد كان لي الشرف بالمشاركة في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والتي عملت بكل جهد وزملائي في تلك الفترة، على صياغة تعديلات جوهرية على قانوني الانتخاب والأحزاب. هذه التعديلات وضعت نصب أعينها تعزيز دور الشباب والمرأة في الحياة السياسية وضمان تمثيل أوسع يعبر عن التنوع الوطني الذي نفاخر به. واليوم، أدعوكم جميعاً، خاصة الشباب والمرأة، للمشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات، كي تكونوا جزءً أساسياً من مرحلة التغيير القادمة.
إن التساؤل الذي قد يطرحه البعض حول مدى أهمية مشاركتهم في الانتخابات هو تساؤل مشروع، لكن الإجابة واضحة وجلية، فالمشاركة هي أساس الإصلاح وإن الامتناع عن التصويت يعني التخلي عن حقكم في رسم ملامح المستقبل الذي نريده لأردننا. إن قوة الشباب تكمن في قدرتهم على تجديد الحياة السياسية، والمرأة تشكل أساس التماسك المجتمعي والسياسي. إن إسهامكم في هذه الانتخابات يعزز من تماسك الوطن ووحدته ويضمن تحقيق الأهداف الإصلاحية المنشود، ولذلك احرصوا على اختيار المرشحين الأكفأ إن التصويت هو أمانة، ويتطلب منكم اختيار المرشح الذي يمتلك رؤية واضحة ومستقبلية لخدمة الوطن. لا تقتصروا في اختياراتكم على الوعود السطحية، بل ابحثوا عن البرامج الانتخابية الواقعية التي تسعى لحل التحديات. لا تتهاونوا في ممارسة حقكم، فالامتناع عن التصويت هو تراجع عن مسؤوليتكم الوطنية. إن صوتكم هو مفتاح التغيير، فكونوا شركاء في صناعة مستقبل الوطن ولا تدعوا الآخرين يقررون بدلاً منكم.
أيها الشباب، أنتم عماد الوطن ومستقبله. إن الأردن يحتاج إلى طاقاتكم، وأفكاركم الإبداعية، ودوركم في الحياة السياسية هو ضرورة لا خيار. لا تتركوا المجال مفتوحاً لغيركم كي يتحدث باسمكم، بل قوموا بدوركم في قيادة التغيير والمساهمة في بناء الأردن الذي نحلم به جميعاً
إن المرأة الأردنية كانت ولا تزال ركيزة أساسية في المجتمع، ولا يمكن تحقيق التنمية السياسية الحقيقية دون مشاركتها الفاعلة. إن حضوركن في الساحة الانتخابية سواء كناخبات أو مترشحات هو حق أصيل، وواجب وطني لا يقل عن دور الرجل. أنتن القوة التي تساهم في تحقيق التوازن والتقدم.
أختم إليكم بالتأكيد على أن الانتخابات النيابية المقبلة هي جزء من مسيرة الإصلاح السياسي التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وأن نجاح هذه العملية يعتمد على إرادتكم وعزمكم. إن الأردن اليوم يقف أمام فرصة ذهبية لتحقيق التغيير الذي ننشده جميعاً، لكن هذا التغيير لا يمكن أن يتحقق دون مشاركتكم الفعالة، في العاشر من أيلول، ليكن صوتكم هو الحاضر، وقراركم هو العامل الحاسم في تشكيل مستقبل هذا الوطن. لنكن جميعاً جزءً من هذه المرحلة التاريخية، ولنعمل معاً من أجل أردن أقوى، متماسك، وأكثر ازدهاراً.