( الدول لا تنهض بالأماني والاحلام بل تتقدم بالمشاريع الاستراتيجية )
في هذا العام صوت او سوف يصوت أكثر من نصف سكان الكرة الارضية في الانتخابات العامة او المحلية ( أكثر من 60 دولة ) ومن أهم الدول :اندونيسيا ، الهند ، تركيا ،تايوان ،ايران ،امريكا ، وهذه الانتخابات لها تأثيرات كبيرة على السياسات الدولية والاقتصاد العالمي وخصوصا الانتخابات الاوروبية المشكلة للبرلمان الاوروبي التي يبرز فيها صعود اليمين المتطرف ، لكن من المرجح ان الانتخابات الامريكية لها التأثير الاكبر على العالم اقتصاديا وسياسيا في ظل سياسية الرئيس ترامب لتخفيض سعر الفائدة ، وزيادة الانفاق ، وفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة .
وبعد عدة ايام وفي العاشر من سبتمبر يوجد استحقاق دستوري يتمثل في الاقتراع لمجلس النواب العشرين ، حيث تساهم الانتخابات في تحريك عجلة الانشطة الاقتصادية بدرجات متفاوتة من خلال تحريك بعض القطاعات ذات الصلة قبل الانتخابات وبعد الانتخابات حيث يلاحظ ما يلي:
-الانفاق المتزايد على قطاع الضيافة من طعام وشراب داخل المقرات الانتخابية ، وخصوصا عند افتتاح المقرات ، وخلال يوم التصويت ،وتقبل التهاني والزيارات المختلفة للمرشحين لقواعدهم الانتخابية ، بالتالي يزداد الطلب على المطاعم والحلويات .
-انتعاش قطاع المطابع وتأجير الكراسي والخيم .
-انتعاش قطاع الدعاية والاعلان والاعلام لرغبة المترشحين باستغلال وسائل وادوات الترويج والدعاية للتأثير على الناخبين والوصول الى اكبر عدد من الناخبين والقواعد الانتخابية .
-زيادة الطلب على قطاع النقل قبل واثناء وبعد الانتخابات من قبل الناخبين والمترشحين .
-خلق فرص عمل مؤقتة للشباب الذين يعملون في فترة الانتخابات .
وتثير بعض التقديرات للدورات السابقة الى ان معدلات الزيادة في الطلب تتراوح بين 100- 150 مليون دينار بالتالي يكون للانتخابات أثر ايجابي على الاقتصاد ، وتختلف الاستفادة الاقتصادية من الانتخابات اعتمادا على معدلات الاقبال على التصويت ، لكن من المتوقع ان تكون الاستفادة الاقتصادية في هذه الدورة مختلفة نظرا لوجود قوائم حزبية وقوائم محلية بالتالي يوجد زيادة في عدد المترشحين على هاتين القائمتين .
لكن يبقى الرهان الاساسي على المواطن الاردني للمشاركة في الانتخابات واختيار الافضل لتحسين اداء المجلس النيابي بالتالي تفعيل دوره الرقابي والتشريعي .
ان الدول لا تسير بالطموحات والاحلام والآمال فالدول تزدهر بخطط واضحة للعمل والمشاريع الاستراتيجية والاستفادة من الدروس السابقة وتجارب الدول الاخرى ، فالأردن لديه الكفاءات والموارد البشرية والطبيعية ، والاردن والاردنيون يستحقون منا الافضل .