خطيرة هي الظروف المحيطة بالمملكة خارجيا وداخليا، وليس مبالغة القول ان المملكة لم تعاصر ظروفا أقسى مما هي عليه اليوم منذ نكسة 1948.
التهديدات متعددة الاوجه وتبدا بتلك التي تطل برأسها من الخارج، البدء من الواجهة الغربية حيث المحتل الذي طال احتلاله لاراضي فلسطين السبعة عقود، وحيث حكومة يمين هي الأكثر تطرفا وذكاء مرت بها اسرائيل، حكومة ضحت بأسراها ، فما بالك بمن عدا ذلك.
حكومة متطرفة نعم، ارهابية اجل، قتلت الطير والشجر قبل الانسان، لكنها تملك مشروعا لدولتها مشروعا توسعيا، يقوم على دفن الدولة الفلسطينية ويقضي حتى على المنجزات الهشة التي أنجزتها أوسلو، ولاجل ذلك يهدد الأردن بواقعه وتركيبته الحالية.
حكومة تقضم الأرض بنشر مستوطناتها، لتوسع دولتها وتضيق على سكان الضفة والقدس بعد ان مسحت غزة عن الخريطة.
حكومة تقوم على مشروع لا يؤمن فقط بالقضاء على الدولة الفلسطينية بل يتعدى ذلك بجعل الحل على حساب الأردن ، من خلال مشروعها الذي يرتكز على سرقة الأرض لكن بدون شعب، وتخطط بكل ما أوتيت من دهاء إلى تنفيذ مشروعها الارهابي تجاه اهلنا في الضفة الغربية.
وها هي إسرائيل بحكومتها المتطرفة ورئيسها اليميني تطل كل يوم بإشارات تؤكد ما ترنو اليه.
اما الخطر الثاني على الأردن، فهو ذلك الذي يأتي من حدوده الشمالية وتلك التهديدات اليومية من مليشيات تخضع لولاية الفقيه، لا ترى في الأردن إلا حائط صد امام مشروعها التوسعي، يتزامن ذلك مع أطراف داخلية مؤيده لها بمحور الممانعة وغير قادرة على الفصل بين مواجهة إسرائيل وبين الضرر بالأردن واهله وشبابه من ميلشيات ايران لتهريب السلاح والمخدرات إلى الأردن ( وما هذا إلا واجهة لمشروعها) فهل ندرك ونتعظ؟!.
الخطر الثالث الذي يرصد ان الدول الأكثر تأثيرا سياسيا وماليا في منطقتنا لم تستشرف بعد ما يحيق بالأردن او انها تغض الطرف بحسن نية او سوء نية.
وما لا يدركه هؤلاء ان الأردن والى جانبها مصر كدول حدودية مع المحتل هي التي ستحول دون تمدد مشروع المحتل لكل بلداننا.
ويزيد الطين بله غياب المشروع العربي في مواجهة هاذين المشروعين.
بين ايران ومشروعها وبين إسرائيل وأطماعها وشرورها وفهم ما يدور بين سطور كل منهما، نجد الآردن بين فكي كماشة وبين تهديدين أقلهما وطأة هو خطر كبير على الأردن وعلى هويته.
امام كل هذا، ما العمل؟
الحل هو بنسج جبهة أردنية قوامها الأحزاب والشخصيات الوطنية من كل بقاع الأردن، تقدم خطابا يرفض كل مشاريع المنطقة بما فيها المشروع الفارسي وذلك اليميني المتطرف، الذي لا يهدد الأردن فحسب، بل يسعى للقضاء على اي بارقة امل لإنشاء دولة فلسطينية.
جبهة تؤمن وتقول بصراحة ان عدم مواجهة مشروع المحتل ومشروعه وتحديدا ما يتعلق بالتهجير هو خدمة لأجندات اليمين وخيانه لفلسطين والأردن على حد سواء، فهل من يعي؟
ثم يلي هذه الجبهة التي يلزم عليها رفع الصوت عاليا حماية للأردن، وجود حكومة قوية من شخصيات قادرة على الاشتباك مع الميدان، لتشرح للناس تلك المخاطر ، وترفع لديهم الحس بتلك التهديدات التي تطل علينا من كل صوب، ناهيك عن خذلان الأشقاء والأصدقاء.